من أين يأتي الولد الصالح ؟

- من أين يأتي الولد الصالح ، وأمهُّ شغلها الشاغل الأكل والبيت والنِّت والسوق؟!

- من أين يأتي الولد الصالح العالِم أو الحافظ، وأمّه تصبر على الفيسبوك والواتس أب بالساعات، ولا تصبر على الجلوس معه ساعةً ليحفظ نصف صفحة من القرآن أو ليحفظ حديثاً ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح، و لا يجلس معه أحد من والديه ساعة ليسمع فيها عن قصص الصحابة والصالحين ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح القائد، و المال يُصرَف على المكياج والأزياء والموضة والكماليات والمطاعم والسهرات، ولا يُستثمَر في تعلُّم ما یفید ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح الهادئ، وصراخ والديه يسمعه الجيران ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح ذو الشخصية القوية المعتز بذاته، وطول الوقت يُسَبُّ و يُهان ويُنتقَد أمام إخوته وأصدقائه ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح ووالداه لا يصبران على مجالس العلم والذكر وتعلُّم الأحكام ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح وقد انشغل الأب عن متابعة أبنائه ولم يتعاون مع الأم للقيام بأمانة التربية ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح وقد اقتصر الإهتمام على جانب المظاهر والدنيا، وأُغفل جانب الروح والصلاة والقرآن والدين ؟!

- من أين يأتي الولد الصالح وقد أعطيناه هاتفاً خاصّاً به منذ نعومة أظفاره، ولم نراقب ما يشاهده على مواقع التواصل، لينفتح ذهنه على هذا العالم المفتوح المخيف وحده ؟!

صلاح الأبوين وجهادهم يعني صلاح جيل
يعني صلاح أُمّة.

قال تعالى : ﴿ وكانَ أبوهُما صَالِحاً ﴾

‏يقولُ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن أمّه :
حفَّظتني أمي القرآن وأنا إبن عشر سنين، وكانت توقظني قبل صلاة الفجر، ‏وتُحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة، ‏وتُلبسني ملابسي ‏ثم تتخمر وتتغطى بحجابها، ‏وتذهب معي إلى المسجد لبعد بيتنا عن المسجد ولظلمة الطريق .

ويقول أحد العلماء :
لا ينبغي أن تَحسِبَ النساء أنّ كل امرأةٍ بعثت باِبنها ليطلب عِلماً، أنه سيرجع لها مثل الإمام مالك وسفيان !
السرُّ ليس في مالك وسفيان، بل في من بعثهما .
السِرّ في أُمّ مالك، وأُمّ سفيان .

إن الله عزّ وجلّ لينفع الأبناء بنيّة الآباء و الامهات.