رد على مقالة السيدة ميشيل رينوف (عودة اليهود إلى مسكنهم الأصلي، التي يروج لها ناشرها على أنها: حلاً عبقرياً للقضية الفلسطينية!
مصطفى إنشاصي
أرسلت لي المقالة من أحد المنتديات الثقافية التي أنشر فيها مقالاتي بتاريخ 18/3/2021، وقد كتبت رداً عليها صححت فيه المغالطات التاريخية في المقالة، وحذرت من تبني وجهة النظر تلك الترويج لها، وعادت وصلتني على الواتسأب، واطلعت عليها في مجموعات أخرى، ونشرت ذلك الرد، لكن للأسف لقلة معرفة الكثيرين بتاريخنا الفلسطيني، وصراعنا مع العدو الصهيوني، وتاريخ الحركة الصهيونية و... نجد هذه المقالة مثلها مثل كثير مما يضر بقضيتنا، يتم نشره والترويج له، والله أعلم عن قصد، أو جهل!
أرسل الرد على مجموعة الأصدقاء عندي ومَن استحسنه نرجو أن ينشره محذراً من ترويج تلك المقالة:
جميل منك نشر هذا الموضوع ... ويؤسفني عدم مبادرة أحد من المختصين أو مَن لديهم معرفة باليهودية والحركة الصهيونية للرد على المغالطات التاريخية التي تعتمدها الليدي ميشيل رينوف حجج لرؤيتها كحل عبقري كما وصفه كاتب المقالة للقضية الفلسطينية!
وأشكركم على إرسال رابط المقالة للاطلاع علبها ..
عن نفسي لا أعرف عن ميشيل رينوف أي معلومات سابقاً، والله أعلم بنيتها في الحل الذي تطرحه إن كانت صادقة فيه أو هناك أهداف أخرى أهمها: تجريد الصراع من بعده الديني! لكن الذي أعرفه أن أدلتها وحججها التاريخية غير صحيحة، وذلك ما سأوضحه:
الحركة الصهيونية وليس الفكر الديني الصهيوني (العودة المزعومة إلى فلسطين أرض الميعاد)، الذي هو أقدم من تاريخ تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897، وأقدم من كل المحاولات لنسبته إلى فلان وفلان و...، لأن جذور الفكرة تضرب في عمق التاريخ لتصل إلى أيام السبي البابلي، حيث حرف الفريسيون (كتبة التوراة الحالية) الوعود الإلهية لأنبياء الله (نوح، إبراهيم، موسى عليهم السلام) واختزلوها في وعود مادية (الارض)، وقبلية، زاعمين أنهم (شعب الله المختار)!
والدولة التي تعتبرها الليدي ميشيل تاريخية لليهود تأسست في روسيا عام 1924 أو 1928 متأخرة عن تأسيس الحركة الصهيونية بسبع وعشرون عاماً! وعن أول هجرة صهيونية من روسيا (1856) عن طريق جمعية الأليانس الفرنسية) بثمانية وستون عاماً! وذلك ينفي أيضاً زعمها أن اليهود بدءوا يطالبون بدولة في فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية، بل الراجح أنه بعد الحرب العالمية الثانية شارف المشروع الصهيو - غربي على قرب إعلان الدولة في فلسطين، والذي تم في ليلة 15 آيار/مايو 1948 ...!
كما أن يهود روسيا لم يكن موطنهم الأصلي والتاريخي هو روسيا، ولكن الدولة الخزرية على ضفاف بحر قزوين، التي دمرها الروس واحتلوا عاصمتها عام 1016 م، وسبوا سكانها إلى روسيا وسخروهم عبيد وخدم لديهم، وجزء كبير منهم على مدى القرون غادر روسيا وانتشروا في كل بقاع الارض، وهم الذين يشكلون غالبية اليهود الأشكناز، وتبلغ نسبتهم من يهود العالم حوالي 90%!
كما أنه مازال يوجد دولة لليهود في منطقة صغيرة قرب جمهورية أستوانيا التي استقلت عن روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1990، يمارس فيها اليهود حياتهم اليهودية بشكل كامل! كما يوجد لهم أيضا دولة شبيهة بها في أمريكا اللاتينية، في تشيلي تقريباً! ومثل هذه المراكز اليهودية تعتبر مراكز مالية عالمية لليهود بعيداً عن أعين العالم أو المهتمين بالاقتصاد، ويخططون ويدبرون من خلالها أهدافهم الشريرة ضد الإنسانية!
وما لا تعلمه ميشيل رينوف أن اليهود في العصور الوسطى الأوروبية كان لهم دولة كاملة الأركان في الأراضي البولندية، يمارسون فيها بكل حرية شعائرهم الدينية، وثقافتهم اليهودية، ولغته اليديشية، ولهم عملتهم الخاصة واقتصاد و...، أي قبل وجود ما تزعمه دولتهم التاريخية في روسيا بقرون!
فالله أعلم بالهدف والغاية من المقالة، وبنية كاتبها أو مترجمها وموزعه

المقالة الأصلية: عودة اليهود إلى مسكنهم الأصلي!:
السيدة ميشيل رينوف تملك حلاً عبقرياً للقضية الفلسطينية، يقوم على إعطاء الشعب الفلسطيني أرضه التاريخية كاملة، وإعطاء الشعب اليهودي جمهوريته التاريخية، يتساءل الصهيوني العنصري المتعصب وهل للشعب الفلسطيني أرضاً تاريخية؟ وترد السيدة ميشيل رينوف قائلة: ليس هذا هو السؤال، ولعل لسان حالك يقول: وماذا هو السؤال إذن؟
تقول السيدة ميشيل: السؤال هو: وهل كان للشعب اليهودي دولة تاريخية أو وطن له وحده؟ وتجيب نعم، لكن هذه الدولة ليست في فلسطين، ولا في أي أرض عربية، بل في مكان آخر لا يحب الصهاينة ولا أي من حلفائهم الاستعماريين والعنصريين الحديث عنها، هذا ما سنلقي الضوء عليه في هذا العرض المدهش والحل العبقري للقضية الفلسطينية، خاصة بعد عرض ترامب لخطته المرفوضة من كل الأطراف ما عدا صديقه نتنياهو.
ما هو هذا الحل العبقري؟
ليدي ميشيل رينوف سيدة بريطانية ترى أن هناك حلا للقضية الفلسطينية، لم يحظ حتى الآن بالاهتمام الواجب، ويتمثل في عودة اليهود الى وطنهم الأول.
وهل لليهود وطن أول؟..تقول السيدة ميشيل رينوف: نعم، لهم جمهورية اليهود بإيروبيدجان ( Birobidzhan)، التي تقع في جنوب شرق روسيا، وتضيف مع الأسف لا تعلم بأمرها الأغلبية من العالم، لأن إسرائيل لا يسرها ذكر ذلك بطبيعة الحال، وتقول ليدي ميشيل: أن هذه الجمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم، وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت الفكرة الصهيونية بتوطين اليهود في فلسطين، ونجح الصهاينة في غض النظر عن جمهورية اليهود الأولى، التي تأسست بطريقة سلمية ودون حاجة لاغتصاب أراضي الفلسطينيين من السكان الأصليين.
والسيدة ميشيل رينوف تدافع عن حل عودة اليهود إلى موطنهم الأول بحجج وبراهين تاريخية مدهشة لمن يسمع بها للمرة الأولى، وقد أسست لهذا الغرض منظمة تروج لهذا الحل بقوه وتحمل اسم جمهورية اليهود.. ولا تدع الليدي رينوف فرصة تمر دون محاولة نشر الفكرة المخفية إعلامياً، وقد ألقت العديد من المحاضرات والمداخلات حول هذا الحل المنطقي في محافل عدة، كانت إحداها تحت قبه البرلمان البريطاني.
والحل باختصار كما تراه رينوف يتمثل في عودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين إلى جمهورية اليهود، واسمها (أوبلاست) ولكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها (بايروبيدجان (Birobidzhan)،حيث من الممكن أن يعيشوا بأمان وسلام، ودون أي معاداة للسامية، وأن ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك، وأن يتحدثوااليديشية وهي لغة يهود أوروبا، على أن يتركوا فلسطين لسكانها العرب الأصليين.
وتؤكد رينوف أن الثقافة السائدة في بايروبيدجان، ومساحتها التي تعادل مساحة سويسرا تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة العرب الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، حيث الكثافة السكانية فيها ظ،ظ¤ نسمة/ميل مربع، مقابل ظ©ظ¤ظ¥ ميل مربع في الكيان الصهيوني وظ،ظ§ظ¢ظ¨ ميل مربع في الأراضي الفلسطينية.
وتوكد رينوف أن جمهورية اليهود تأسست عام ظ،ظ©ظ¢ظ¨ بدعم وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم، ممثلين في هيئه كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي أينشتاين والكاتب الأمريكي المعروف غولدبرغ، ويذكر موقع ويكيبيديا أن جمهورية اليهود تأسست عام ظ،ظ©ظ£ظ¤، وأن فيها جالية يهودية كبيرة، فيما أصر رئيس الوزراء الصهيوني خلال برنامج تلفزيوني حاجج فيه رينوف بأن تلك الجمهورية تعتبر رمزاً من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاسامية.
وترفض رينوف تلك المزاعم، وتؤكد أن ستالين عمل إلى منح كل إثنية من إثنيات الاتحاد السوفياتي جمهورية خاصه بهم، ولَم يقتصر الامر على اليهود فقط، الأمر الذي تنتفي معه اتهامات اللاسامية،كما أن تلك الجمهورية شكلت ملاذاً آمنا لليهود، لذلك هاجر إليها الكثيرون من خارج الاتحاد السوفياتي، ووجدوا فيها الأمن والأمان والسلام، وكان ممكناً أن تتواصل الهجره لها، لولا أن ظهرت الصهيونية العنصرية، وفكرة الاستحواذ على أرض الشعب الفلسطيني .
وتعتبر رينوف أن اليهود كذبوا كعادتهم عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية انهم في أمس الحاجة الى ارض فلسطين، كوطن لهم حيث لم تكن هناك حاجة لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، لأن خيار الجمهورية اليهودية كان متاحاً أمامهم ،ولكنهم قرروا فلسطين طمعا، وتستهجن رينوف التعتيم الإعلامي المحكم على جمهورية اليهود.
ومع تفكك الاتحاد السوفياتي أصبحت كل إثنيه مؤهلة لإعلان استقلال جمهوريتها باستثناء بايروبيدجان التي كانت تسبب حساسيه لإسرائيل، وتثير هواجسها باحتمال رفع الوعي العالمي بوجودها كأول جمهورية لليهود…وقالت رينوف للقدس العربي:الكثيرون لا يعرفون شيئا عن هذه الحقيقة، والقليلون الذين تسنح لهم الفرصة لأن يستمعوا لي ويعرفوا الحقيقة،لا يصدقوني بسهولة، ولكني مستعده أن أسخر ما تبقى من حياتي كي يصدقني العالم، ويسعى لحل الصراع استناداً لهذه الحقيقة. ..ورينوف توصف في الإعلام الصهيوني بأنها من منكري الهولوكوست..أضافت رينوف:”بإمكان الدول ال ظ،ظ©ظ، الأعضاء في الأمم المتحدة أن تختار هذا الحل، وتدعمه دون خوف من أي اتهامات بمعاداة السامية، لأن سكان جمهورية اليهود يعيشون فعلاً في أمان واطمئنان، ودون أي معاداة للسامية......أي نعم؟؟؟
ملاحظة:
للتأكد من المعلومات قم بزيارة جوجل ايرث وابحث عن Birobidzhan
ومكتوب عندها العبارة التالية :Jewish autonomous district, Raussia