لم يصل أردوغان إلى ما وصل إليه لو كان يطلق تصريحاته فقط حسبما يرضي مؤيديه أو يتصرف حسب مبادئه،
أنا واثق من أن الرجل لديه مشاعر إسلامية، وهو حسب ظني يعتقد أنه لو تصرّف في السياسة حسب رغبات مؤيديه أو حسب مبادئ الإسلام المعلنة فإن مشروعه الإسلامي سوف ينهار!!!
لماذا لا يُراوغ مثل باقي سياسيي العالم ويعلم العالم غير ما يُبطن؟ شيئاً من التقية مثل الشيعة، لم لا!!! أو مثل الأب الذي يعتبر أن معرفته في الحياة تفوق معرفة إبنه، فهو وإن تصرّف بما يُزعِج إبنه أحياناً فذلك لأجل مصلحة إبنه التي لا يدركها! وهو السعي بكل الوسائل (ولو بالمراوغة) لتحقيق المشروع الإسلامي!

بوتين العظيم كان يصرّح طوال فترة ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا أنه لن يغزو أوكرانيا بالرغم من إدّعاء أمريكا أن الغزو سوف يحصل، وحينما حدّد الأمريكيون أن الغزو حاصل خلال ٤٨ ساعة إستمر بوتين بالنفي وبتكذيبهم….. أن الغزو لن يحصل……
لماذا ما يجوز لبوتين من المراوغة لا يجوز لأردوغان؟؟ أليس الصادق في السياسة عبيط؟؟؟؟
لو لم يكن السياسي مُمثّلاً لما نجح في ميدان السياسة!!!!
أيهما أفضل العباطة التي ستؤدي لانهيار مشروعه الإسلامي أو. التعامل مع إسرائيل حتى يأمن شرها ولا تهدم ما بناه من نهضة في تركيا؟؟؟؟

ألم تخطر هذه الخواطر ببال مؤيديه؟
بالرغم من كل ما يتعنّى به مؤيدوه من إنجازات حتى الآن فإن موقفه العدائي لإسرائيل لم يهز كيانها، وهي مستمرة في مضاعفة ثقلها الدولي، وكما قلت إنها تلعب في نادي الكبار في عالمنا.
مع الأزمة الأوكرانية ، معظم الفلسطينيين لا يعلمون أن الصين قد بعثت ممثّلاً لها أقام في تل إسرائيل بناءً على طلب إسرائيل بعد الأزمة الأوكرانية وذلك من أجل التنسيق الدولي لتخفيف الضغط الروسي على أوكرانيا، وقد سمعت تصريحاته في قناة cnn على ما أظن حول وجهة نظر الصين في مقابلة له من تل أبيب!!؟؟

أين وزن أردوغان مقارنةً بوزن إسرائيل يا أبا صالح؟؟؟؟
هل ما كتبتُهُ أعلاه يغيب عن بال رجل الشارع في فلسطين؟؟؟
أكاد أجزم أن جميع الفلسطينيين مُنظِّرون في السياسة ويعتقدون أن تحليلاتهم في السياسة لا تخيب،،،،،
ولكن لماذا خاب أملهم في أردوغان؟ هل تحليلاتهم السابقة لسياساته قبل زيارة رئيس جمهورية إسرائيل كاذبة؟؟؟؟
إن أردوغان لا يحمل قلبه في كفِّهِ، بل قلبه في قفص مغلق، وهو لا يمنع الناس من تحليل أعماله وتصريحاته كما يشاؤون، ولكن من كان يعتقد أنه اخترق قفصه الصدري وقدم ما كان يتخيّلُهُ حول نوايا أردوغان فلا يضير مسيرة أردوغان،
أيهما أفضل عباطة تضمن تأييد البلهاء أم حنكة ومراوغة في السياسة (ما يسميه رجل الشارع إنكفاء على المبادئ) تحمي تركيا من الأنهيار؟

كلٌّ من أردوغان وبوتين بعلم وزنه مقابل وزن إسرائيل، وإسرائيل مدركة لوزنها، لذلك هي تساير بوتين ولا تساير أردوغان……..لذلك إضطر أردوغان للتراجع في بعض الأمور تجاه إسرائيل، ومع ذلك فهو ينفي دعمه لحماس، وإسرائيل تعلم أنه يكذب،
من مصلحته أن يقوم البعض بتمزيق الأعلام الإسرائيلية أثناء زيارة رئيس إسرائيل حتى يدّعي أنه تحت ضغط شارع لا يؤيد استقباله……..هذه هي لعبة السياسة….ولكن هل سيطرد جماعة حماس من تركيا بناءً على طلب إسرائيل المُلِحّ؟؟؟؟؟
هو لا يعترف بدعم رسمي لحماس، ولكنه ليس دولة عربية تصدر أحكام قضائية بدون إثباتات دامغة ضد أعضاء حماس الذين يزورون تركيا؟ ومن يستطيع تقديم أدلة دامغة على مخالفة هؤلاء القانون التركي؟ إذا قام شخص تركي ليس له صفة رسمية بزيارة غزة وعمل مع حماس هناك، فلا سلطة له على سلوكه في غزة إلا إذا أخل ذلك التركي بالقانون التركي!!!! وكيف لإسرائيل أو غيرها بتقديم أدلة على خرق تلك الجهة للقانون التركي؟؟؟
احمد شاكر