كل ليلة تحمل السيدة غولجان مجموعة من الكتب وتسير بها خفية في شوارع كابول لتبيعها للقراء الأفغان ممن يبحثون عن الكتب المحرمة والممنوعة في عُرف تنظيم طالبان الإجرامي. تقول غولجان عن هذه المغامرة الخطرة: "كل ثانية تمر يدب الخوف والرعب في أوصالي".

بني، هل تريد كتابا ما؟ هل تبحث عن كتابٍ ما؟ تسأل غولجان بعض الشباب محاولة تغيير الواقع الأفغاني البائس عبر القراءة وبيع الكتب في رحلة محفوفة بالمخاطر والمغامرات الشيقة ليلًا وسط كابول، وما دفعها إلى هذه المغامرة شيئان: أن بلادنا في أقصى غايات التخلف، والمهم هو توفير الكتب للناس.
الشيء الثاني: بيع الكتب بمنزلة مساعدة ماليّة لي، وتضيف غولجان: ثمة من يتصل بي في بعض الأنحاء ليشتري كتبًا، وفي أحيان أخرى أسافر إلى أماكن بعيدة. تعرضت غولجان للتهديد من قبل طالبان وطلبت منها بيع الكتب الإسلامية فقط. لكن غولجان تتحدى التنظيم وتبيع الروايات والقصص والآداب العالمية.

وفي استطلاع لآراء المواطنين الأفغان ممن يهتم بالقراءة يقول أحدهم: أنا فخور بهذه المرأة، فمع صعوبة الوضع برمته، فإنها تكافح لبيع الكتب. مضيفًا: إن الأمية هي سبب فيما نحن فيه، إضافة إلى انتفاء الثقافة ككل وثقافة قراءة الكتب.

ترى غولجان أنها لن تتراجع عن هذه الطريق، فللكتب مفعول قوي يغير من الواقع البائس. إن رحلة غولجان تستحق أن تروى للأجيال، كونها تكافح الأمية والجهل والتخلف في بلاد استعصت سياسيا على الأيديولوجيات السامة التي زرعت فيه الإرهاب والعنف والتوحش، فما من بد للأفغان إلا بالقراءة والكتب.

منقول