سوق العصرونية وسيرة تُتلى؛
قاضي القضاة "ابن عصرون".
هو عبد الله بن محمد بن هبة ابن المطهر بن علي بن أبي عصرون التميمي الحديثي الأصل، الشافعي، ولد في الموصل 492هـ وقيل 93هـ.
نشأ على حب العلم والتعلم والعمل بما تعلم، ظهرت سماته من خلال قراءة سيرته، حيث حفظ القرآن الكريم وهو في مقتبل العمر، ثم أخذ الفقه من خيرة الفقهاء، ثم أخذت ملامح شخصية الفقهية تتبلور بقوة، مما دفع نور الدين زنكي إلى بناء مدارس في عدة مدن حلب، حماه، حمص، بعلبك، وجعله المشرف عليها، فأصبحت لديه مع الأيام ملكة فقهية قوية تؤهله لتسلم مهام أعلى في المستقبل. ساهمت الملكة الفقهية التي امتلكها في شغله منصب شيخ وإمام الشافعية في ذلك العصر، فقد برع في الفتيا والتدريس الشرعي،
نشأُت علاقة ودّ قوية بينه وبين نور الدين زنكي، حيث عُرف عن نور الدين حبه الشديد للعلم والعلماء، فولاه القضاء، والإشراف على مدارس عدة في مدن بلاد الشام، ودرس بالغزالية في الأموي. وولاه قضاء ديار بكر ومنحه صلاحيات واسعة، ثم انتقل هذا الودّ إلى صلاح الدين الأيوبي، والذي عُرف عنه أيضاً محبة ومجالسة العلماء.
توفي ابن أبي عصرون في 11 رمضان سنة 585هـ، ودُفن في المدرسة التي بناها في منطقة الحميدية، والتي عُرفت فيما بعد بالعصرونية رحمه الله.