ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ
ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻣﻦ
ﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 120 ﻛﻢ ﻣﺮﺑﻊ، ﻭﻳﻘﻄﻨﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ
ﻧﺴﻤﺔ .
ﻭﺷﺄﻧﻬﻢ ﺷﺄﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻳﺘﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ
ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻣﺜﺎﻻً
ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻕ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﻭﺗﻜﺎﻓﻠﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺮﺍﺑﻄﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﻧﺒﺬ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺬﻟﻖ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ .
ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ 400 ﻋﺎﻡ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ
ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ، ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺬﻳﻞ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ﻟﺤﻤﺮﺓ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،
ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺄﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺳﻔﺢ ﺟﺒﻞ قاسيون:
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ
ﺑﺄﻥ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻠﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﺭﺍﺳﺨﺎً ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﺠﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ،
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻤﺴﺠﺪ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ﻭﺗﺸﻴﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺛﺎﺭﺍً ﻋﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺇﻻ
ﺍﻟﻨﺰﺭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﺮﺑﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﺸﺖ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻛﻮﻓﻴﺔ
ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺳﻨﺔ 444 ﻫﺠﺮﻱ، ﻭﺿﺮﻳﺢ
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺒﻄﻲ . ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻻﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ .
ﻭﻟﻜﻦ
ﺛﻤﺔ ﺭﺃﻳﺎً ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻑ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻷﻣﻮﻱ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎً ﻟﺴﺒﺎﻕ ﺍﻟﺨﻴﻞ، ﻭﻻﻳﺰﺍﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻀﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ
ﻳﻌﺮﻑ ﺑآﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﺴﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎً ﺭﺣﺒﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً، ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻴﻪ
ﺳﺒﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺭﺯﺓ ﻭﺭﻣﺎﻳﺔ
ﻭﻣﺼﺎﺭﻋﺔ .
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺘﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﺎﻗﺎﺕ
وﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎﻥ ﺳﻮﻗﺎﺟﻴﻪ، ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺨﻴﻢ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﺗﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻮﺍﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﻤﻮﺍﻛﺐ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﻓﻮﺩ
ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ .
ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻲ
ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﺪﻯ ﻣﺆﺭﺧﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺃﻥ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺃﺧﺬ ﺷﻜﻠﻪ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺴﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ: ﺃﻭﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻪ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ، ﻭﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻮﻳﻘﺔ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﺭﺏ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻲ، ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺷﺔ
ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ، ﻟﻮﻗﻮﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺽ ﺳﻴﻞ ﻓﺮﻋﻲ ﺑﺮﺩﻯ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺍﻧﻲ،
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﺭﺿﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﺗﻨﺴﺎﺡ ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ ﺍﻟﻤﺘﺮﺳﺐ ﻓﻲ
ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻞ .
ﻭﻣﻦ أﺣﻴﺎﺋﻪ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ، ﻭﺯﻗﺎﻕ
ﺍﻻﻭﺭﻓﻠﻲ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻱ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﻣﻨﺔ، ﻭﺯﻗﺎﻕ
ﺍﻟﻘﻤﻠﺔ، ﻭﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺸﻰ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺷﻲ،
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﺺ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﺒﺼﻞ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺒﺎﺕ . ﻭﻓﻴﻪ ﺟﺎﻣﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺭﻧﺞ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺻﻬﻴﺐ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍلغوﺍﺹ، ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ،
ﻭﺟﺎﻣﻊ ﻣﻨﺠﻚ، ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻧﻜﻴﺔ، ﻭﻣﺪﺭﺳﺘﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮﻳﺘﺎﻥ ﻟﻠﺒﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ . ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﻤﺎﻡ
ﺍﻟﺰﻳﻦ، ﻭﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﻳﻘﺔ، ﻭﺣﻤﺎﻡ ﺳﻨﻘﺮ، ﻭﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ، ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ
ﻟﻠﺮﻭﻡ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻭﻛﺲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺣﻨﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻛﻨﻴﺴﺘﺎﻥ ﻟﻠﺮﻭﻡ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ،
ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎﻉ
ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﻓﺴﻴﺤﺔ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻮﺍﻳﻚ،
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻫﺮﺍﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺨﺰﻥ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ، ﻭﻳﻀﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﺵ
ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻻﻳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ
ﻭﻣﻌﺎﻣﻞ ﻟﻠﻨﺴﻴﺞ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﻛﺔ ﻭﻗﺎﻋﺎﺕ ﻟﻠﻨﺸﺎﺀ . ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﻗﺎﻧﻲ،
ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻭﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻣﺎﺗﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻣﺼﺮ . ﻭﻳﻀﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻝ: ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻣﺎﺗﻴﺔ،
ﺍﻟﺤﻘﻠﺔ، ﺳﺎﺣﺔ ﻋﺼﻔﻮﺭ، ﺳﺎﺣﺔ ﺑﺤﺼﻴﺺ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﻟﻊ،
ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﺒﺮﺝ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﺃﺑﻲ ﺣﺒﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻗﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺱ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻼﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭ، ﻭﺯﻗﺎﻕ ﻗﻴﺼﺮ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺟﺎﻣﻊ
ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻭﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻭﻱ، ﻭﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻌﺴﺎﻟﻲ،
ﻭﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺏ، ﻭﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺗﺔ، ﻭﺣﻤﺎﻡ ﻣﻨﺠﻚ، ﻭﻣﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻳﺔ، ﻭﻣﺤﻄﺔ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺗﻤﺪﻳﺪﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﻜﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺔ،
ﻭﺍﻟﺜﻜﻨﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻳﺔ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﺪﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﻦ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻟﻐﻔﻴﺮﺓ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﻣﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺤﺞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ
ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﻗﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻮﻛﺐ
ﺍﻟﺠﺮﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﻥ ﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺤﺞ ﺇﺑﺎﻥ ﺭﺟﻮﻋﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻨﺪ
ﺭﺟﻮﻉ ﺍﻟﺠﺮﺩﺓ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻣﻜﺎﺗﻴﺐ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ
ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﺸﺘﻰ
ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﻭﻟﻮﺯﺍﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﺟﻤﺎﻻً، ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺤﺞ، ﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯ ﻣﻬﻨﺎً ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ، ﻣﺜﻞ: ﻣﺘﻌﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺪﻳﻤﺎً
ﺍﻟﻘﺎﻃﺮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻟﻴﻦ، ﻭﺍﻷﺟﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻷﺩﻻﺀ، ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﺓ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺱ،
ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﻧﺼﺐ ﺍﻟﺨﻴﻢ . ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺯﻭﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺟﺎﻣﻊ ﻣﻨﺠﻚ، ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ
ﺍﻟﻘﻨﺸﻠﻴﺔ، ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ، ﺗﺮﺑﺔ ﺃﺭﺍﻕ ﺍﻟﺴﻠﺤﺪﺍﺭ، ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻴﻨﺒﻴﺔ،
ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺰﻟﻖ . ﻭﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ: ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﺎﺷﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﻭﺣﻤﺎﻡ
ﻓﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻤﻠﻬﺎ ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ، ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ
ﻫﺪﻣﺘﺎ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻋﻨﺪ
ﺷﻖ ﺃﻭﺗﻮﺳﺘﺮﺍﺩ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺘﺤﻠﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ .
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ
ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً، ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻮﻛﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻥ
ﺍﻟﺤﻲ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﻠﻘﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ، ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﺠﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺷﺒﻪ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ
ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﻭﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ، ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ . ﻭﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﺒﻀﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻛﺮﺗﻴﺔ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺎﺕ ﺷﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ . ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﺣﺎﺭﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﺷﻘﺎﺋﻬﻢ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺸﺎﻏﻮﺭ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻗﻮﻯ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺳﻮﺭﻳﺎ .
ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ، ﺳﻜﺮ،
ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ، ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﺍﻟﻤﻬﺎﻳﻨﻲ، ﺩﻋﺒﻮﻝ، ﺣﺒﻨﻜﺔ، ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﺣﺘﺎﺣﺖ،
ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ، المجذوب ، ﺍﻟﺠﺒﺎﻭﻱ، ﺍﻟﺤﻤﻠﻲ، ﺳﺮﺣﺎﻥ، ﺧﻄﺎﺏ، ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ، ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ،
ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ، ﺍﻟﻐﺒﺮﺓ، ﺍﻟﺒﺮﻏﻠﻲ، ﺃﺑﻮ ﺣﺮﺏ، ﺳﺤﻠﻮﻝ . ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ، ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﺷﻤﺮ، ﺍﻟﺬﻱ
ﻧﻔﺘﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺣﺒﻨﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ،
الشيخ محمد هاشم المجذوب ، الشيخ عبد الرحمن المجذوب ، الشيخ حسن حبنكة وتلاميده اخوه ااشيخ صادق الدكتور مصطفى البغا الدكتور مصطفى الخن الشيخ محمد الفرا
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻄﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺮﻳﻢ ﺭﺍﺟﺢ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﻧﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺃﺑﻮ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺤﺮﺵ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﺤﺼﺎﺹ، ﻭﻻﻳﺰﺍﻝ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺔ
ﻭﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ .
ﻣﻄﺒﺦ ﻣﺘﻤﻴﺰ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺑﻤﻄﺒﺨﻪ
ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ، ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ . ﻭﻻﻳﺰﺍﻝ
ﺃﻫﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﺑﺘﻴﺎﻉ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴﻤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻘﺸﺪﺓ ﻭﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﻛﺎﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺸﻮﺷﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻳﻒ
ﻭﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻣﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﻭﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻝ ﻳﻤﺘﺪ ﺷﺎﺭﻉ
ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 2 ﻛﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺇﻗﺒﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺰﺩﺣﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ
ﺑﺎﻟﻤﺸﺘﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺬﻭﻗﻴﻦ ﻟﻠﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻳﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻭﻋﺮﺍﻗﺔ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ
ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ ﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﻤﺴﻴﺮﺗﻪ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ، ﻭﺃﻭﺍﺑﺪﻩ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ
ﻭﺩﻭﺭ ﺃﻫﻢ ﻋﺎﺋﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺓ ﺩﻣﺸﻖ، ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ