هذا العالم الحبر الجهبذ... الذي يشعر الإنسان بالخجل من نفسه عندما يقرأ له، أو يقرأ عنه، أو يراه ويتحدث إليه.
إنه البحاثة الزاهد:البروفيسور محمد حميد الله.
قضى الرجل حياته في الغرب باحثا ودارسا ومعلما... له افضل ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية، كما ذكر ذلك البروفيسور موريس بوكاي.
يجيد الرجل عددا من اللغات، ويعرف قرابة عشرين لغة.
من أهم وابرز ما يتصف به محمد حميد الله : الزهد وتكريس علمه وعمله لله وحده.
عندما منح جائزة الملك فيصل رفضها واعتذر عن عدم قبولها قائلا : إنه إنما كتب ما كتب لله وحده.
وعندما منحته دولة باكستان جائزة مالية كبرى، لم يتسلمها ولكنه طلب توجيهها لتأسيس مكتبة كبرى، وزاد بأن جاء بمكتبته الخاصة من باريس لتوضع فيها، وهي مكتبة نوعية ثرية.. ولقد أفدت أنا منها أعظم استفادة.. وصورت منها عشرات المراجع الأجنبية النادرة.
لقد هيأ الله لي أن التقى به وأستمع إليه، عندما لبى دعوة الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام اباد، وحضر إلينا من باريس.
لقد بهرني علمه وتواضعه وزهده، رأيته يضع وجهه بين يديه، كيلا تلتقط له الصور زهدا وورعا.
إنه العالم الهندي محمد حميد الله، الذي توفي في أمريكا ودفن بها سنة 2002م.