*البوّالون اليوم*.....متقول

( المعذرة على هذا العنوان )

روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه ؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه ، ثم بال في البئر ، والناس ينظرون ، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت ، وخلّصه الحرس منهم ، وجاؤوا به إلى والي مكة ، فقال له : قبّحك الله ، لِمَ فعلت هذا ؟ قال الأعرابي : حتى يعرفني الناس ، يقولون : هذا فلان الذي بال في بئر زمزم !!

ومع شناعة هذا الفعل ، وغرابته إلا أن قصة هذا الأحمق قد سطرت إسمه في التأريخ رمزاً للسخافة والخَرَق , وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد ، والشهرة .
وفي وقتنا الحاضر كثر البوالون في وسائل التواصل ، فتجد أحدهم يسعى الى الشهرة بقدر ما يروع ، ويخوف الآخرين ، والآخر بقدر ما يفسد ، وينتهك من الأخلاق والعادات ، وآخر بقدر ما يلهو ، ويلعب بالنعم ، وأخرى بقدر ما تتعرى ، وتتكشف ، وتبدي من جسمها ومكنونها !!!
مشاهير الحمق ، والفلس في زماننا هذا هم ، وباء ، وشر ، وفتنة ، حيث أن كثيرا من أبنائنا وبناتنا بل وبعض الكهول الذين بلا عقول ، قد تأثروا بهم ويتابعون جديدهم بل قد اتخذوا منهم قدوات لله المشتكى .

هؤلاء المشاهير قد أفسدوا علينا الماء المبارك ، والهواء المبارك ، والأرض المباركة ، فاستحقوا أن يسموا ب *البوالون في وسائل التواصل*

لا كثر الله من أمثالهم