[ سَحَريّات ]
( الأستاذ مُهاب )
تعيش صديقتي مع والد زوجها وهو في 94 من عمره ؛
أستاذ اللغة العربية في أطراف دمشق ؛
قضى من عمره 80 عاما ومنذ أن كان في 14 يعطي دروسا في اللغة العربية لطلابه وأقربائه وأحفاده ؛
توفي الأسبوع الماضي بسريره بعد صلاة الفجر ؛
كان يقول لصديقتي في الأعوام الأخيرة من حياته :
( أكثر ما يخيفني أن لايمشي أحد في جنازتي )
لكنها كانت وبرقتها المعهودة وقد أقامت معه قرابة أربعين عاما بكل مودة ومحبة واطمئنان وأمان ؛
كانت تقول :
ربي يعطيك طولت العمر ودعنا من هذا الحديث !
المهم يا جماعة الخير يوم أمس تحدثني صديقتي كيف أن لا بنزين ولاسيارة أجرة لتقل نعش عمها المرحوم للمقبرة !!!
وقد تبرع جارهم بنقله بعربة خشبية يجرها حصان فتي ؛
وساءَب أن يكون خروج النعش من البيت للمقبرة في ذات الوقت الذي خرج فيه طلاب المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية القريبة من الدار..!!
وبقدرة قادر مشى الأساتذة والطلاب وأهل الحي وكل من كان قريبا خلف الجنازة يرددون :
( لا إله إلا الله ) بصوت مهيب مهاب ميهوب مهيوب !!!
وكأنه سبحانه يقول للأستاذ :
وقد كان لك من الفضل في تدريس اللغة العربية ما تنامى وتكاثر وتضاعف حتى جمعتهم لك يمشون في جنازتك يدعون لك بالرحمة والمغفرة والجزاء الحسن ..!!!؛؛؛