في عصرنا العربي الحالي الإنسان يعاني من اختناق بسبب المشاكل على كل صعيد
أوجاع بلا حدّ ، الكورونا العمياء تمدّ لسانها تلقف من تريد من جهة ، والحكومات الفاسدة تلوح بسوطها إلى كل من يفتح فمه
يُضاف إلى كل ذلك ما أستطيع أن أسميه بالمغص اللغوي
فكل المنتديات وكل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة تعاني من هذا المرض
الأخطاء تعجّ في كل مكان ، الشاعر والأديب والكاتب والمذيع كُلّهم جُلّهم يجرحون اللغة ويسيئون استخدام بعض ألفاظها فيضعونها في غير محلها ،،
إلّا القليل القليل ممن رحم ربي
فما أحوجنا في ظل هذا الوضع اللغوي المتأزم والمتردّي إلى طبيب للغتنا الجميلة ، في كل مؤسسة ، يجول ويصول يحمل بين يديه كل أدوات الطب اللغوي ، بمشرطه الرقيق يستأصل الورم من الزيادات بلا معنى في أي نص ويخلّصنا من الزوائد الدودية فيه ، وبشاش المحبة وقطن المودة يشير إلى الخطأ من غير حرج ، ويصححه برفق ، من غير أن يحتاج إلى تخدير الكاتب حتى لا يسمع من طبيبه أو يقرأ أنه
( منقود بن منقود ) وأن نصه ( لا يستحق النشر ) وأن قلمه ( يحتاج إلى بري ) ليكون أدق في اختيار الكلمات ، فأين نحن من هذا الطبيب في كل مؤسساتنا .
اللهم اشف كل من يكتب بالعربية من هذا الداء العضال ، وأرسل له يا الله طبيباً أريباً فهيماً لطيفاً رحيماً دقيقاً رقيقاً
يا رب ..
قولوا : آمين
بقلمي ... ناريمان