روبرت كرين في ذمة الله
اللهم اجعل الجنة له داراً.. والنبي له جاراً... والملائكة له زواراً

توفي يوم أمس الصديق الكبير والإمام الجليل روبرت كرين، العالم الفقيه، والمفكر النادر، مستشار الرئيس نيكسون، ورئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي والسفير الأمريكي في الإمارات، وأحد أعظم الجسور بين الحضارات....
عرفته رحمه الله في جامع أبو النور منذ ثلاثين عاماً حين اختار الإسلام ديناً وتسمى فاروق عبد الحق، واختار أن يخوض تحربة روحية نادرة وفريدة حيث هاجر من فلوريدا إلى دمشق وأقام في سكن الطلبة ثلاثة أشهر ضيفاً على الشيخ أحمد كفتارو، يشارك الناس في الجو الروحي الغامر، ولا يتميز عن الطلبة في شيء على الرغم من مكانته الدبلوماسية الكبيرة ومناصبه الرفيعة.
قال لي يوماً... تعلم يا محمد.. إن أكثر ما شدني إلى الإسلام هو اسم الله.... أنا أنتمي إلى الأمريكان الأصليين الذين تسمونهم الهنود الحمر... لقد درست تراث أهلي وثقافتهم وتعرفت إلى آلهتهم الكثيرة حيث لكل شيء إله : الشمس والقمر والرعد والليل والوحش والتنين والبطاطا والبطيخ.... ولكل إله أيقونة ورمز ومعبد..... هناك إله واحد يعبده الهنود الحمر اسمه (يا الله) هذا الإله ليس له معبد ولا له أيقونة وحين سألت عنه قالوا هو ليس كالآلهة ليس كمثله شيء يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار......
هذه الفكرة أكدت عند كرين الأصول الإسلامية للهنود الحمر وهي نظرية معروفة في الولايات المتحدة وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية... يقول كرين... وهذا ما شكل لدي دافعاً كبيراً للبحث عن الإله المفقود ولشد ما كانت المفاجأة أنني وجدته في الإسلام تماماً كما كنت أبحث عنه في خاطري وضميري من قبل.. !!!

التقيته في الشام وفي أمريكا وفي لندن وفي مصر وفي قطر، وكان آخر لقاء لنا في أبو ظبي قبل عامين وكان قد جاوز التسعين ولكن الله مد في عمره ووعيه، وأشهد الله أنه كان أحد أولياء الله الصالحين في هذا الزمان.
..
اللهم اجعل الجنة له داراً.. والنبي له جاراً... والملائكة له زواراً