جاذبية الكتاب المطبوع
امتنا العربية لا تقرأ ، رغم الرسالة الإسلامية التي تدعو الى القراءة ، في أول سورة نزلت على الرسول الكريم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ولكن الذي نراه الآن هو تراجع القراءة بين الشباب العربي ، بالمقارنة مع ما كان عليه آباؤهم ويبدو انه بسبب قلة القارئين في المجتمع العربي ، فان الكتاب المطبوع يبقى متمتعا بكل التقدير والاحترام لدى الناس ، ويظل هذا الكتاب متمتعا بالمصداقية ، لا ينطق عن الهوى ، وان كل ما جاء به حقائق لايمكن لأي إنسان ان يدحضها ، وكاتبه امتلك الحقيقة كاملة ، ولا يستطيع كائن من كان ان يفند الآراء التي جاء بها الكاتب المشهور ، فان محاورك حين تختلف معه يبادرك بالقول ( ' انني قرأت ما أقوله في الكتاب ) وأحيانا لا يذكر عنوان الكتاب ، ولا عن أي شيء يدور ، ام هل هو يتضمن حقائق ثابتة ؟ ام يتحدث عن أمور نسبية تحتمل الخطأ والصواب
أغلبنا مع الأسف الشديد لا يقربون الكتب وان حاول احدنا ان يقرا شيئا ، فالقصص العاطفية الغرامية والخيالية تفوز بالأسبقية بالاهتمام ، كثير منهم يؤمن إيمانا كبيرا بالأفكار التي جاء بها الكاتب ، دون ان يعرضها للمناقشة الهادئة لمعرفة الغث من السمين ، لهذا كانت للكتاب المطبوع والمجلات المشهورة مصداقية كبيرة فيما يذكرون من أفكار وآراء لاتقبل المناقشة ، وهذه الكتب تكون أحيانا من الخطورة بحيث انها تأتي بالسم الزعاف ، وتسقيه للناس ، فيقبلون عليه إقبال الظمآن على جرعة من الماء
على المفكرين و أصحاب القلم ان يتصدوا لهذه الظاهرة وان يبينوا خطل بعض ما يطبع من كتب ، ولا يعلم اغلب الناس ما بها من مخاطر تضر بعقول الشباب ، الذين لم يجربوا بعد تناحر الأفكار وتضادها والموازنة بينها لاختيار أحسنها للناس وأكثرها ملائمة لهم
واذا تساءلنا عن الأسباب التي جعلت ماهو مطبوع يمثل الحقيقي برأي الناس يمكننا ان نذكر من ضمن الأسباب قلة القراءة وتراجع هذا القليل في الآونة الأخيرة حتى أضحت القراءة شبه معدومة وأصبحت الفضائيات بدلا من الكتب في المهيمنة على عقول الشباب
والسبب الثاني هو عدم مبالاة الكثير من الناس بالمبدعين والمفكرين الا بعد ان يتمكنوا من إصدار الكتب او إقامة المعارض ان كانوا فنانين ، بعد صدور الكتاب الأول يمكن ان ينظر اغلب الناس الى الكاتب باحترام وتقدير ، حتى لو أبدع مئات القصص والقصائد وعشرات الروايات ، وهذه النظرة بها إجحاف كبير بمن لايستطيع طبع كتبه بسبب ضيق ذات اليد او ان له أسرة ينفق عليها او ان حوله الكثير من الموانع التي تناى به عن قول ما يراه من أمور

صبيحة شبر