أيّها الوقتُ قد رجعتَ سقيما
وأنا لستُ شافيا أو حكيما

ما تصدّقتُ بابتسامٍ لتُشفى
أو لألقى في ضفّتيكَ نعيما

تطلقُ النار لستَ تهدأ إلا
لحظةً كي تعاودَ التلقيما

كيف لا أكرهُ البلادَ وعصرًا
سألا الليلَ أن يهينَ النجوما

مدنٌ إسمنتيّة تأكلُ السائرَ
فيها وتدفنُ المحروما

ولها عملةٌ تنيلُكَ لؤمًا
فاشترِ الآن لو أردتَ لئيما

كلّ دربٍ بها أذى وحروبٌ
لم يعبّد ولم يكن مستقيما

كلّ حاناتها بغير ندامى
ما بها لو سألتَ كأسًا رحيما

ماؤها أسودٌ وليسَ بحُرٍّ
والذي يحتسيه يحسو سموما

ربّ ظلٍّ بها أبى غير غدرٍ
كلّما مُدَّ جاءَ شيئًا عظيمًا

لا ترقُّ الورودُ فيها وإن تلمسْ
تجدْ وردّها جهولا ظلوما

يشتكي فوقها السحابُ ويبلى
ويعودُ الإنسانُ منها يتيما

وترى في جبينها كتبًا
مقلوبةً تتركُ الضياء عقيما

فيمَ لا يخجلُ الترابُ قليلا
إذ نسى أصلَهُ وآخى رجيما؟