#وفاة_عالم
بلغني قبل قليل وفاة العالم الفقيه المربي الدكتور خلف مفضي المطلق الشهابي المشهداني
محقق كتب السادة الشافعية وشارح متونها، وأستاذ الفقه في جامعة الكويت، والباحث في الموسوعة الفقهية الكويتية.

عرفته من سنوات من خلال شروحاته الممتعة النافعة لمتن الغاية والتقريب والمقدمة الحضرمية وعمدة السالك، والتي كان يوصي بها كثير من المشايخ والعلماء لا سيما الأزاهرة منهم.

وفرحت عندما سمعت أن الشيخ شرع في شرح المنهاج للإمام النووي، فلما سألته أخبرني أنه بدأ بالشرح لكن اكماله يحتاج إلى سنوات (ولا أظن أنه أكمله).

كنت أراجعه في بعض المسائل، (خاصة قبل ابتلائه بالمرض الذي توفي فيه)، وكان رحب الصدر، شديد التثبت من المعلومة، واسع الاطلاع، شديد الحب للعلم والعلماء وطلاب العلم.

أخبرني بجهود الشيخ عبد القادر العاني في الموسوعة الفقهية، واعجابه بسعة علمه وفقه واطلاعه.

كما أخبرني بلقائه بمحدث العراق ومسنده الشيخ صبحي السامرائي، واعتزازه باجازته في صحيح الإمام البخاري.

كما أخبرني بلقائه بفضيلة العلامة عبد الملك السعدي في عمان.

وفي أحدى المجموعات تناقش طلاب العلم في مسألة فقهية فأحلتها إلى الشيخ فأجاب عنها، ونقلت اجابتها للمجموعة، فطلبوا مني أن أعرّف بالشيخ، فزودني بسيرة مختصرة عن مسيرته العلمية، وأذكر قال: لولا الإلحاح لما ذكرت ما ذكرت فيها.

وقد أخبرني كذلك: أن جيله ومن قبله لم يكونوا يلتفتون للاجازات، إنما كانت مجالستهم للعلماء ودراستهم ومدارستهم من اجل العلم، والاجازة إن جاءت بعد ذلك فهي للبركة والاعتزاز.

رحمه الله برحمته الواسعة فقد كان على ثغر من ثغور العلم والفقه، ألف فيه ونشر ودرّس، نسأل الله أن يجازيه عن المسلمين عموماً وطلاب العلم خصوصاً خير الجزاء، وأن يخلف على الأمة أمثاله من العلماء العاملين الكاملين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

غسان
٩ / صفر / ١٤٤٣هـ
١٦ / ٩ / ٢٠٢١م
منقول من صفحة الأخ فتيان الشافعي