أرسلت إحدى السائلات تقول :
"لو سمحت كنت عايزة اسال هو ربنا فضل جنس الذكر علي الانثي؟ وهل التفضيل مكمل للاخرة يعني هو مثلاً الحور ليه لانه كقيمة افضل فله الميزة الزيادة دي؟"
والجواب :
ليس هناك تقديم مطلق للرجال على النساء ، وإنما يُقدم الرجل فيما يناسب اختلافه عن المرأة ، وتُقدم المرأة فيما يناسبها :
فلئن كانت القوامة للرجل على زوجته (والقوامة ليست تسلطا ولا استبدادا)، فالأحق بالبر والخضوع هي الأم وهي مقدمة في ذلك على الأب بثلاثة أضعاف الأب .
ويجب على الرجل الإنفاق على زوجته ولو كان فقيرا وهي غنية ، ولا يجب عليها الإنفاق عليه ولو كانت غنية وهو فقير .
ويجب على الرجال القتال والجهاد في سبيل الله ، ولا يجب ذلك على النساء ، بل واجب الرجل حمايتهن ولو بالموت في سبيل ذلك .
وأما في الآخرة : فهما سواء .
{ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا}
{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
{ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} .
وأما لماذا ذُكر الحور للرجال في الجنة ولم يُذكر للنساء ما يشابهه ، فأولا : عدم الذكر لا يعني عدم الوجود ؛ فالآيات العامة الدالة على عظيم نعيم الله تعالى وكماله للجنسين كليهما وأن في الجنة ما تشتهيه الأنفس ، وأنه لا حزن في الجنة ولا ألم ولا بؤس ولا أي منغصات = كل هذا كاف لبيان أن المرأة في الجنة لن تكون أقل نعيما من الرجل .
وثانيا : القرآن راعى أن النساء حييات ، وأن العفيفة لا ترغب في التصريح بنعيمها من الرجال في الجنة ، وهي في عفتها تُظهر ما يشبه التعالي على الرجال ، فيزداد الرجال رغبة فيها وحبا لها . لذلك جاء خطابهن وترغيبهن بالجنة في هذا الجانب مجملا ، لكنه كاف لأنه يضمن لهن كل السعادة وكل النعيم كالرجال سواء ، دون ذكر التفاصيل التي تجرح حياءهن .
الشريف حاتم العوني