السلام عليكم
في وداع الكبار
دخل قرية دير عطية في القلمون بريف دمشق رجل من مدينة زحلة هارباً إليها بعد أن اعتنق الإسلام وكان نصرانياً
آواه أهلها وزوجوه وأحبهم وأحبوه وكان يدعو الله تعالى أن يرزقه الذرية الصالحة فخرج من نسله عالمان جليلان فضيلة الدكتور وهبة الزحيلي وشقيقه فضيلة الدكتور محمد
وقد ملأا الدنيا علماً ومؤلفات نافعة وفيهما من أخلاق العلماء وتواضعهم وبساطة الريفي وطيبته ما لا يخفى لمن عرفهما
وبالأمس خسرنا شيخنا الكريم الفقيه المؤلف الدكتور وهبة الزحيلي بعد مرض طال وقد عرفته دمشق ودير عطية وكلية الشريعة ومعاهد العلم وساحاته بهمته العالية وجهوده في الدعوة وتعليم الناس دينهم ومحافظته على الجماعة في جامع العثمان بدمشق وإصراره على القيام في الفريضة حتى كبر وتعب جداً
فإذا خرج من المسجد كان أي إنسان يمشي معه يسأله عما شاء فلا يتأفف ولا يتضجر، فإذا طلب منه خدمة لبى سريعاً
يعلو البشر وجهه إلا أن يرى منكراً فيغيره بما استطاع
آية في محافظته على وقته حدثني بعض السادة الأفاضل ممن كان معه في الأزهر قال : كان لا يختلط بأحد ولا يكلم أحداً وقته كله للعلم
هذه الهمة العالية مع توفيق الله واجتناب محارمه خولته لتأليف هذه الكتب الغزيرة ولعل من أفضلها كتابه العجاب : آثار الحرب في الفقه الإسلامي ونظرية الضرورة ونظرية الضمان ناهيك بموسوعاته الكثيرة في الفقه والتفسير والأصول

اللهم ارحم شيخنا الجليل اللهم ارفع مقامه عندك اللهم عوضنا بفقده خيراً

إنا لله وإنا إليه راجعون