وفاة المؤرخ الجزائري الدكتور عبد الحميد حاجيات (1929-2021)

توفي اليوم الإثنين الأستاذ الدكتور عبد الحميد حاجيات أحد مؤسسي المدرسة التاريخية الجزائرية المعاصرة وأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة تلمسان، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وفيما يلي موجز عن سيرته الذاتية:

تكوينه العلمي:
هو عبد الحميد بن محمد حاجيات، ولد في مدينة تلمسان يوم الأحد 17 جمادى الأولى 1348هـ، الموافق 20 أكتوبر من سنة 1929م، في أسرة متواضعة ومحافظة من أصل أندلسي، وكان أكبر إخوته الخمسة.
تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في الكتاب، وموازاة لذلك التحق بالمدرسة الفرنسية في تلمسان سنة 1935 وأتم تعليمه بها.
في سنة 1945، التحق بمدرسة دار الحديث، وتتلمذ على يدي الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله.
وفي سنة 1950 تحصل على شهادة البكالوريا بوهران، وانتقل إلى فرنسا ليزاول دراسته هناك، فحصل شهادة الليسانس في الآداب العربية من كلية الآداب في ليون سنة 1954م، ودبلوم الدراسات العليا من جامعة بوردو سنة 1959، ثم شهادة التبريز في الآداب العربية من جامعة السوربون سنة 1960.
أثناء دراسته بفرنسا انضم سنة 1956 إلى اتحاد الطلبة المسلمين الجزائرين، وكان له نشاط بارز في خدمة الثورة التحريرية، مما جعله عرضة لملاحقات السلطات الفرنسية، ففر إلى المغرب.
وبعد الاستقلال واصل دراساته العليا، حيث نال سنة 1974 دكتوراه الحلقة الثالثة من جامعة اكس - أن - بروفانس بفرنسا، ثم دكتوراه الدولة في التاريخ الوسيط الإسلامي من نفس الجامعة و ذلك سنة 1991م. وهو متخصص في تاريخ المغرب الإسلامي.

وظائفه وأعماله:
عمل قبل الاستقلال مدرسا بثانوية مولاي ادريس في الدار البيضاء بالمغرب، ثم في ثانوية أخرى في الرباط. أما بعد الاستقلال فقد عينه الرئيس أحمد بن بلة عضوا في الهيئة الاستشارية برئاسة الجمهورية، لكنه لم يلبث أن استقال مفضلا العمل في المجال العلمي.
عمل في الفترة الممتدة من 1966 إلى 1975 أستاذا مساعدا بمعهد التاريخ بجامعة الجزائر، ثم أستاذا مكلفا بالدروس من 1975 إلى 1992، وأستاذا محاضرا من 1992 إلى 2001، ثم حصل على لقب الأستاذية سنة 2001.
في سنة 1986 انتقل إلى تلمسان، أين عين مديرا للمعهد الوطني للتعليم العالي للثقافة الشعبية بتلمسان من 1986 إلى 1989، وانتخب رئيسا للمجلس العلمي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية سابقا بجامعة تلمسان من 1999-2003.
أحيل على التقاعد سنة 2015، بعد أن بلغ 86 سنة من العمر.
إلى جانب عمله الجامعي، عمل عضوا في الهيئة الإدارية لجمعية المؤرخين الجزائريين.
وكان رئيسا لعدة مشاريع بحث جامعية في التاريخ الإسلامي الوسيط، كما ترأس عدة هيئات ولجان علمية داخل جامعة تلمسان وفي الجامعات الجزائرية الأخرى، فهو مدير مجلة "القرطاس للدراسات الفكرية و الحضارية" التابعة لمخبر الدراسات الفكرية و الحضارية بجامعة تلمسان منذ 2001 ، وعضو في اللجنة العلمية لمجلة "المؤرخ" لسان حال اتحاد المؤرخين الجزائريين، وعضو كذلك في مجلة "الدراسات التاريخية" التي تصدرها جامعة الجزائر.
حصل على شهادات تقديرية من عدة جامعات جزائرية وأجنبية لمساهماته في إنجاح الندوات و الملتقيات و المشاركة فيها، كما كرم مرات عديدة من قبل بعض الوزارات كوزارة الشؤون الدينية الأوقاف، ووزارة الثقافة، وكذا من قبل بعض رؤساء الجامعات تقديرا لخدماته العلمية الجليلة.

مؤلفاته:
1- أبو حمو موسى الزياني حياته وآثاره
2- عبد الله بن المقفع حياته وآثاره
3- الشيخ أبو مدين شعيب الإشبيلي حياته وآثاره
4- عبد المؤمن بن علي
5- الجزائر في التاريخ،ج3 العهد الإسلامي
6- دراسات حول التاريخ السياسي و الحضاري لتلمسان و المغرب الإسلامي
7- تاريخ الجزائر في العصر الوسيط (بالاشتراك)
8- Le Maghreb central sous le règne du sultan ziyanide Abou Hammou moussa II (760-791H/1359-1389(

تحقيقاته:
1- بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، لأبي زكريا يحيى ابن خلدون
2- الجواهر الحسان في نظم أولياء تلمسان
3- سلوان المطاع في عدوان الأتباع، لأبي عبد الله محمد بن الظفر الصقلي
4- أخبار المهدي بن تومرت، لأبي بكر الصنهاجي
5- أنس الوحيد و نزهة المريد، للشيخ العلامة المتصوف أبي مدين شعيب
6- زهر البستان، لمؤلف مجهول
7- تاريخ دولة الأدارسة، من كتاب: نظم الدر والعقيان، لأبي عبدالله التنسي
8- دولة بني عبد الواد، من كتاب: ترجمان العبر وديوان المبتدأ والخبر، لعبد الرحمن بن خلدون
كما ترجم من اللغة الفرنسية كتاب "ابن تومرت" للدكتور رشيد بورويبة
أما أبحاثه ومقالاته العلمية فهي كثيرة تجاوزت المائة، نشرها في مختلف المجلات الجزائرية والعربية.
كما أشرف على الرسائل العلمية التي أنجزها عدد معتبر من الباحثين لنيل الماجستير والدكتوراه.
توفي رحمه الله يوم الإثنين 7 محرم 1443هـ، الموافق 16 أوت 2021م.