بعد أن منعت السعودية تجديد الاقامات للأطباء والاكاديميين اليمنيين، طبيب يمني قبل ترحيله بدقائق يبعث برسالة للسعودية نالت إعجاب الملايين وأثّرت بالجميع وهذا نصها.

الشعب السعودي الشقيق :

جزاكم الله عنا كل خير على مدى سنوات من استضافتكم لنا.

لقد ابتلاكم الله بنا وابتلانا بمن كان حجر عثرة على طريق رزقنا الذي كان يُفترض أن يأتينا إلى بلادنا.

لقد اختار الله بلادكم كي تكون مهبط رزقنا واختاركم كي تكونوا أنتم الأمناء على مستحقاتنا من ربنا وما كان ذلك إلا عندما علم الله طيب نفوسكم وسماحة خلقكم .

إخواني يا شعب (السعوديه) الكرام، نقسم لكم بالله العظيم أن ما نأخذه نحن من رزق أو نكنزه من مال حلال، ليس إلا رزقنا المقسوم لنا من رب العالمين ولم نأخذ من رزقكم شيئاً يسيراً ولا كثيراً، بل إن كثيرا منكم قد استفاد منا بقدر ما استفدنا نحن منه وتلك سنّة الحياة.

أيها الأشقاء الأكارم :

إنني أود أن أذكركم فقط أن قصة أصحاب الجنة التي ورد ذكرها في القرآن قد جرت أحداثها في اليمن وأن أصحابها كانوا يتعاهدون الفقراء والمساكين ويرزقوهم منها فكان الفقراء يعيشون منها وأصحاب الجنة أيضا يتنعمون بمحصولها.

فلما غيروا نياتهم وظنوا أن الفقراء يأكلون حقهم ويقاسمونهم رزقهم قرروا أن يمنعوا عنها الفقراء ويستحوذوا هم بخيرها وغلاّتها لأنفسهم فقط، ناسين أنهم إنما كانوا يأكلون ويتنعمون بفضل رزق الفقراء والمساكين الذي كانوا هم سبباً وطريقا له ليس أكثر.

فماذا جرى عندما قرروا أن يحرموا المساكين من حقهم ؟؟! .

أيها الشعب (السعودي) العظيم إن أرض الجنتين المذكورة في القرآن إنما هي أرضنا وقد استحالت جحيماً بعد أن كانت جنة ونعيماً.
وتلك قصة الأيام .

إخواننا وأشقاءنا هذا قدرنا معكم وقدرنا مع أنفسنا ونحن به راضون، سنغادر أرضكم مطرودين وكلنا ثقة أن الله لن يضيعنا وسيأتي برزقنا إلى حيث يصلنا ونصل إليه ونرجوا أن يكون هذه المرة رزقنا في أرضنا. وما يدريكم ؟!.

إننا نحبكم ونقدر ظروفكم ونحفظ لكم سالفة كرمكم . ونرجوا أن لا نجدكم كأصحاب الجنة قد بدل الله عنكم ما أنتم فيه مثلما بدلتم نياتكم تجاهنا.

سنسامحكم وربما يوماً سنشكركم على ما فعلتم عندما صرفتمونا لنجد رزقنا ينتظرنا في بلادنا وبين أهلنا وأزواجنا واطفالنا.

ربما أنتم لا تدركون حقيقة الكلمات الأخيرة تحديداً من كلامي السابق ،لأن بعضكم إن لم يكن معظمكم لا يدرك قسوة الغربة.
تخيلوا حينما يصل خبر لحظة فراق أمك أو أبيك من هذه الحياة الدنيا ولم تتشرف بسماع كلمة وداع أو سماح أو حتى قبلة على خد أعز إنسان عليك!

أنتم لا تدركون معنى أن يرزقك الله البكر من أولادك وأنت عنه بعيد ولا تراه إلا وهو يستقبلك قد بلغ من العمر سنين.

أنتم لا تدركون قيمة أن تتزوج ولا تمكث مع أهلك غير شهر أو شهرين ثم تغادر وقدماك لا تكاد تحملانك.

إنكم لا تدركون أشياء كثيرة كنا نعانيها وسفاهات كنا نصطلي بنيرانها ، وجَور كنا نتجرع مرارته فوق كل ما سبق.

نستودعكم الله ونحن مطرودين لكننا نقول:

يا أهلاً بكم في أي وقت إن ضاقت بكم أرضكم يوماً ما وَجَرت عليكم سنة الحياة التي جرت علينا حينها سنقاسمكم رغيف خبز أولادنا غير كافلين ولا مكفولين في بلاد الإسلام والمسلمين.

أرجو أن لاتندموا عندما تفتقدوننا بينكم أو تتمنون أنكم لم تفعلوا !!

"فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري لله’’

”وفِي السماء رزقكم وما توعدون