في كتاب السعادة العظمى، فصل بعنوان: التقاريض. بالضاد.
ونحن كما تعلمون نحفظها بالظاء، وليس بالضاد، التقاريظ، فما الفرق بينهما؟
كعادتي فتحت المعجم المدرسي، الذي لا يفارق منضدتي، على مادة قرض، فلم يكن بالمعنى المأمول، وإنما بمعنى:
قرض الثوب أو الذهب وغيرهما: قطعه بالمقراض
والفأر الثوب: أكله
وفلان الشعر: قاله أو نظمه
وفلان المكان: عدل عنه وتنكّبه وتجاوزه...
وفي مادة قرظ، كتب:
قرّظه: مدحه وأثنى عليه وهو حيٌّ
وقرّظ الكتاب: وصف محاسنه ومزاياه.
وبما أني أعلم أن المعجم الذي بين يدي غيرُ شامل، التجأت إلى غوغل، فوجدت أحدهم كتب بحثًا طويلًا في الفرق ما بين التقريظ والتقريض والتقديم، والذي فهمته منه:
التقارظ في المدح والخير خاصةً، والتقارض في الخير والشر (في المدح والذم).
ولكن ليس هذا ما يهمني، لأن صاحب السعادة العظمى الشيخ الأكبر محمد الخضر حسين، عالم ليس فقط في الدين، وإنما عالم بلاغي أيضًا، وكما تقول العامة: بيحط ألف واحد متل حكايتي بجيبتو الصغيرة...
وإنما ما لفت نظري، أن عدد المقرّظين كان ٢٥ مع ألقابهم، فهذا العالم، وذاك العلامة، وذاك الأديب، وآخر الشيخ، وآخر البارع، والنحرير، والسميذع، والصهميم، والأريب، و....، المهم، الوحيد، بينهم، والذي لُقّب بالمحقّق، هو: الشيح محمد الطاهر بن عاشور، صاحب تفسير: التحرير والتنوير....
ودرجات العلم في التراث الإسلامي حسب معلوماتي القاصرة، هي: العالم، ثم العلّامة، ثم المحقّق، والتي هي أعلى الدرجات، وقد حقّ ذلك ابن عاشور لأنه بحر زاخرٌ في العلم، لا يدانيه أحد في عصره....
Bahoz mzry