أرنست همنغواي ١٨٩٩ - ١٩٦١ كاتب وروائي أمريكي...
هو أشياء كثيرة: كذّاب كبير، قذر، نزق مع الله، نوبلي، شيطان من شياطين الرواية، ملك من ملوك السرد إن لم يكن ملك ملوكها ...
البارحة، ما بين المغرب والعشاء، وبعد أن تجاوزت الساعة الثامنة والنصف بخمس دقائق، فرغت - بحمد الله - من قراءة الرواية التي بلغت عدد صفحاتها ٤٦٤ صفحة من القطع العادي ١٧/٢٤، قام بالترجمة: شارل خوري. وقد أجاد الترجمة أيما إجادة، ولكل مترجم كلمة يتميّز بها، ويكثر من تكرارها، كلمة شارل المحبّبة، والتي كرّرها عشرات المرات، هي: (شَرَعَ)، بمعنى بدأ أو باشر، أو شيء من هذا القبيل...
همنغواي في بداياته كان ذو نظرة سوداوية...، بعدها بدأ يمجّد قوّة الإنسان في وجه قوّة الطبيعة، وأكبر شاهد على ذلك روايته: الشيخ والبحر. وعلى ذكر رواية الشيخ والبحر، يسر - الشتاء الفائت - طلبت مني رواية لتمضي بها وقت الفراغ خلال العطلة، فأعطيتها الشيخ والبحر، وبعد نهاية العطلة، أعادت لي الكتاب، سألتها انطباعها عن الرواية، قالت ممتعضةً: ما قدرت أقرأ أكتر من تلاتين صفحة، ماعجبتني. كلما تذكّرتُ كلامها هذا لا أعرف أين أخفي وجهي من شدّة الخجل 😚🙈، يا عالم قولوا لي: هل من الممكن أن يكون هناك أحد في الدنيا لا يستمتع بسرد همنغواي؟😥، على كل حال يسر ليست بمقياس، فهي أخبرتني منذ فترة على أنها حالياً، أمران فقط يشغلان بالها: الموسيقى، والأكل 🙈، على كل حال عندما تتجاوز هذه المرحلة، أنا متأكد بأن الرواية ستنال إعجابها...
أعلم إن القارئ سيستنكر ما قلته عن أرنست في البداية...
وقبل تعليل ما نعتت به همنغواي، علينا أن نعلم أن همنغواي أنهى حياته بأن وضع فوهة البندقية في فمه،.ثم ضغط على الزناد، وفجّر دماغه😥، والده أيضاً أنهى حياته باطلاقه طلقة في الرأس😥، وكذلك أختيه😥، وحفيدته😥، تاريخ الأسرة حافل بالانتحار😥
يبدو أن الانتحار ثقافة أوربية، وليس مسيحية، لأنه لا فرق بين من يقتل نفسه، أو يقتل آخر، ولا أظن أن الدين المسيحي يجيز الانتحار...
ومن يقرأ، الشيخ والبحر، ولمن يقرع الجرس، سينكر أيما إنكار انتحار صاحب هذين العملين، لأنهما من أعظم الأعمال التي تحضّ على الصبر ومجالدة الحياة، إذا استثنينا من ذلك، البؤساء لفيكتور هوغو، وكان الأولى به أن يعمل بما يحض الناس عليه من الصبر والمجالدة، ولا ينتحر، وإنما فعل العكس، إذن هو يكذب على نفسه.
علينا أن ننتقل إلى رواية لمن يُقرع الجرس للاستشهاد ببعضٍ من كلمات بطل الرواية، وقبل الاستشهاد علينا أن نعلم أن رواية لمن يُقرع الجرس، هي عن الحرب الأهلية الاسبانية بين الفاشيست والجمهوريين، أو الشيوعيبن. والرواية مستوحاة من الفترة التي عمل أرنست فيها مراسلاً حربياً ما بين ١٩٣٦ - ١٩٣٨، وهو يغطي الحرب الأهلية...
يقول على لسان البطل روبرت: العالم شيء جميل، ويستحق أن يقاتل الإنسان من أجله.
وبينما روبرت كان يقول هذه الكلمات، كان في الوقت ذاته يفكّر بأن ينهي حياته بحجّة(كي لا يقبض عليه الفاشيست، ويستجوبوه تحت التعذيب)، المهم الذي يعطي دروس في الصبر والمجالدة عليه أن يطبقها على نفسه في الأول، والذي يقول العالم شيء جميل، عليه أن يحيا من أجلها لا يقتل نفسه...
أعلم أنني أطلت عليكم، سنختصر:
لديه قاموس من الشتائم أقذر من شتائم رعاة البقر، ولعل (ابن العاهرة) هي ألطف شتيمة عنده، فهي أسهل على لسانه من(السلام عليكم) على لسان المسلم، قصدتُ أنه يملك لساناً لا يقل قذارةً عن ألسنة رعاة البقر...
نزق مع الله، في أكثر من موضع(وعلى لسان شخصياته) يتحدى الله!، يتحدى الطبيعة(مبلوعة) أما يتحدّى الله فهي غير مستساغة البتّة.
نال جائزة نوبل عام ١٩٥٤ ، وهو يستحقُها بجدارة كروائي لا يُشق له غبار...
سبق وقرأت له الشيخ والبحر، وهي من عيون الروايات العالمية.
على ما أذكر لديّ في الأرشيف(ليالي باريس) و (وداعاً أيها السلاح) سأقرأهما إن أحياني الله، آسف على الاسهاب، والسلام 🙏🙏🙏
Bahoz mzry
مؤسس مكتبة عبادة.دمشق