منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    شهادة عبد فقير .. لا تساوي شروى نقير


    أكلنا من فوقنا ومن تحت أرجلنا
    بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين ..الحمد لله حمد الشاكرين .. الحمد لله حمد العاجز عن الشكر .. الحمد لله حتى يبلغ الحمد مداه .. الحمد لله كما ينبغي أن تُحمد نعم الله ..اللهم أنت "الحق"وقولك الحق .. حتى وإن لم نر على الأرض تحقيقا لوعد وعدت – سبحانك وتعالى – به .. فنحن موقنون به .. وكما قال عبدك ونبيك وحبيبك .. محمد صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الرجل الذي شكا له داء ببطن أخيه .. فأمره الحبيب – صلى الله عليه وسلم – أن يسقيه عسلا .. مرتين،وكل مرة يفيد الرجل أن الأمر لم يتغير .. فقال صلى الله عليه وسلم:
    "صدق الله وكذب بطن أخيك" أو كما قال صلى الله عليه وسلم...فسقاه ثلاثة فشفي .. والحديث في صحيح مسلم.
    ء ..
    سبحان من غير الأحوال!!
    كنتُ أقرأ كتاب ربي – سبحانه وتعالى – فتوقفت عند قوله تعالى :{"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جأَنَّاتِ النَّعِيمِ *وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ "} المائدة : 65 - 66فمادت بي الدنيا .. متدبرا ... جالة بي الذاكرة .. وتعجبتُ من أقدار الله – سبحانه وتعالى – وكيف تسنى لي – وقد تجاوزت الستين بقليل: بالحساب الهجري – أن أعيش،وأرى تغيرات كبيرة في الحياة المحطية بي ...قصص حُكيت لي عن "الفقر"الذي كان يلقي بكلكله على الناس بشكل عام .. بل كنا نعش بدون"كهرباء" وكنتُ أحمل على كتفي ما يُسمى"الزَّفَّه" : عمود من خشب نربط في طرفيه"سلسلة"أو"حبلا" تعلق فيه الأداة التي نحمل فيها الماء .. وتُوازن على الكتف،أنقل الماء مما كنا نسميه"الكباس"ويُسمى أيضا"الحنفية" .. وقلة الطعام وما أدراك ما قلة الطعام .. إلخويا لله ما ألذ طعاما طيبه الجوع .. ولا يخلو من لذة في ذاته : ذلك الخبز الذي دنا من الجفاف،يوضع عليه السكر والسمن،ويُسكب الماء الساخن على هذا الخليط .. لله مألذه!!قبل أيام كنت أتحدث – عند باب المسجد – مع أحد جيراني،قال : قبل فترة سُرق حذائي – أجلكم الله – لم يستطع تحمل السير حافيا في الحرارة .. يقول مع أننا – بصراحة – حين كنا صغارا لم تكن هناك أحذية .. فيصنع السير على الحجارة الحارة طبقة تجعلنا لا نشعر بالزجاج وغيره !! الآن حين أشتري حذاء غير مرتفع الثمن ..يسخر مني أبنائي!!بل كانت بعض الدكاكين تبيع أحذية – أجلكم الله – صُنعت من إطارات السيارات"الكفرات"!!ومن حديث جاري إلى هذه الأسطر،والتي تتحدث عن فترة الحرب العالمية الثانية و عن الوضع وأنه كان (بصفة عامة – غاية في الصعوبة. لا شيء متوفرا في الأسواق،والسبب أن"البحر مصكوك"،أي مغلق ،وفق التعبير الشائع لتلك المرحلة. حتى الخبز كان يعتمد – في الدرجة الأولى – على نفحات الدقيق الأميركي الذي يأتي كمعونة من وكالة"النقطة الرابعة"الأميركية للمعونات {في الهامش : أصدر الرئيس الأميركي فرانكلين ديلانو روزفلت قرارا في 18 فبراير 1942 يؤهل السعودية للمعونات الأميركية} وكان الناس يسمونه "عيش المَلِك"ويُوزع بتقنين دقيق في كل حارة بإشراف العمدة شخصيا فتتسلم كل عائلة – يوميا – حصتها المقررة : قرصا أو قرصين أو ثلاثة،تبعا لعدد أفراد العائلة المعروفين – تماما – لدى العمدة.حتى كسرات الخبز الصغيرة لا تُرمى،وإنما كانت العائلات الكبرى في مكة – وهي عاصمة الدولة آنذاك وحاضرة المملكة بأسرها – تحتفظ بها ليوم في الأسبوع حين تُعد ربة البيت نوعا من"الفَتَّة"يُسمى"فَتَّة الهوا"وهو تعبير دقيق وصادق لأن الوجبة مجانية وبدون تكاليف. !وكان لـ"التكية"المصرية – أيضا – دورها في تخفيف المعناة عن سكان مكة وأهلها.أما الفواكه فكانت أندر من النادر. والسيارات يمكن أن تعدها سيارة سيارة!{ثم روى عن أحد علية القيوم أنه :} عندما تسلم أول سيارة في حياته – في تلك المرحلة – وكيف كان يذرع بها مكة من أقصاها لأقصاها طيلة تلك الليلة ..){ ص 20 – 21 ( السجين 32 : أحلام محمد سعيد طيب وهزائمه ) / أحمد عدنان : تقديم : محمد حسنين هيكل /المركز الثقافي العربي : الطبعة الأولى 2011"نسخة إلكترونية"}.لم تكن المعاناة تقتصر على فترة"الحرب العالمية"،ولكنها كانت أقسى وأعم .. ويمكن للإنسان أن يسود صفحات وصفحات .. عن معاناة الناس في تلك الفترة .. بل ذكر محمد أسد- رحم الله والديّ ورحمه – في كتابه"الطريق إلى مكة" أن الهم الأكبر في البلد هو تأمين"القمح"حيث كان ذلك يستنزف معظم الميزانية .. إلخثم طُبق شرع الله : أقيم الحد على القاتل .. والسارق .. إلخعم الأمن .. لا أستطيع أن أشهد على باعة الذهب – فلا تسفعني الذاكرة – ولكن بقية الباعة كانوا يكتفون بوضع قطة قماش على أبواب دكاكينهم .. ويذهبون إلى الصلاة في الحرم النبوي الشريف .. فلا تمتد يد سارق إليها .. خشية أن تقطع .. إلخوأضاءت بيوت الفقراء بالكهرباء .. وارتوت من الماء .. وأصبحت "فَتَّة الهوا"قصة تروى في مذكرات كبار السن .. وأصبح الجوع لا يعني عدم وجود الطعام .. بل عدم وجود "الصنف"المشتهى !!نعم. أكلنا من تحت أرجلنا .. من عوائد النفط الذي تفجر .. وأكلنا من فوق رؤوسنا مما تجلبه الطائرات من كل بقع العالم .. تأتينا فاكهة الشتاء في الصيف .. وفاكهة الصيف في الشتاء .. وأصبح الفقير .. ابن الفقير يمتلك سيارة من أحدث طراز .. إلخوفتحت البلاد أذرعها لمستضعفي الأرض.. يساهمون في الإعمار .. ويجنون ثمار عملهم .. يطعمون ويسكنون ويتزوجون ويتعالجون .. ويمتلكون السيارات .. ويعينون أهليهم في بلدانهم الأصلية : فاض الخير حتى شمل كثيرا من بقاع الأرض .. وحتى تساءلتُ – ذات مقالة – إن حدث "أنفق ينفق عليك" ينطبق أيضا على الدول .. فإن أنفقت أنفق الله تعالى عليها؟نعم. عم الخير .. والرخاء .. فاض الخير حتى أصبحنا نعين دولا كانت تعيننا .. ودولا لم تفعل ذلك ..وصدق الله العظيم :{"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ *وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ"} المائدة : 65 - 66تلويحة الوداع :سؤال عن "نازلة" .. والغاية إظهار ما يلوح من تبدل الأمور .. ونسأل الله تعالى ألا يغير أحوالنا إلا إلى أفضل منها .."غردت"- عبر حسابي في تويتر- قبل فرتة أنني حصرت ما بقي لوالدي – توفي رحمه ورحم أمي سنة 1426هـ = 2006م – من ديون لدى الناس .. فبلغت ثلاثين ألفا... بالقيمة الشرائية لذلك الزمان!شخص واحد من المدينين صديقي ومن سني .. فكرتُ – وألن أفعل إن شاء الله – أن قول له :لنا في ذمتك "3000"ثلاثة آلاف .. كانت في ذلك الزمان تشتري "1200"علبة من قشطة كذا .. الآن هذا المبلغ يشتري "545"علبة فقط!!كان ثمن العلبة ذلك الزمان .. ريالان ونصف .. والآن أصبحت بخمسة ريالات ونصف!!محل السؤال : هل تجوز هذه الصفقة؟وما أثر – من الناحية الفقهية – تغير القيمة الشرائية .. عند تسديد دين قديم!!فللهم أدم علينا نعمك .. وأمنك . . وتطبيق شرعك ..أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني : المدينة المنورة في 13 ذو القعدة 1442هـ - 23 يونيو 2021م














    [TR]
    [TD="class: amq"]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/TD]
    [TD="class: amr"]ReplyForward

    [/TD]
    [/TR]





  2. #2
    مازالت المقارنة قائمة بيننا وبين والغرب... وعلينا العودة إلى قيمنا التي نسيناها

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •