الدعاء مفتاح التوفيق وأسرار الاستجابة عند السلف الصالح

بقلم أحمد محمد ناصر المدير

يقول الامام ابن القيم -رحمه الله -اجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله الى نفسك - وان الخذلان ان يخلي بينك وبين نفسك –فاذا كان كل خير ومنه التوفيق له بيد الله تعالى لابيد العبد فاحرى بنا ان نسعى ونجتهد في طلبه من الله تعالى والتوفيق بيد الله تعالى يؤتيه من يشاء وهو ذوالفضل العظيم فالدعاء والافتقار وصدق الجوء والرغبة والرهبة اليه جل جلاله –فمتى اعطي العبد هذالمفتاح التوفيق والقبول فقد أراد الله ان يوفقه ويفتح له ومتى ظله عن المفتاح بقي الخير مرتجا دونه- ولقد كان التابعون يعتمدون الدعاء كاصل من الأصول لعلاج هذه النفس فمما يرؤيه ابن داود عنهم-قوله-(رايت طاووسا وأصحابه اذاصلوا العصر استقبلوا القبله ولم يكلموا احد وابتهلوا في الدعاء) وكان التابعون واسلافنا رضي الله عنهم يتواصون فيما بينهم بهذا الأصل في تربية النفوس فافيما يرويه مفتي مكة التابعي عطاء بن ابي رباح عن صاحبه طاووس قال انه قال له – ياعطاء لاتنزلن حاجتك بمن اغلق دونك ابوابه وجعل عليها حجابه ,ولكن انزلها بمن بابه مفتوح لك الىيوم القيامة –ثم الدعاء امرك ان تدعوه وضمن لك ان يستجيب لك – ومؤكد السلف كانوا يعلمون أسباب الإجابة من إحلال المطعم واختيار الوقت والثناء وان لايدعو بقطيعة وهناك اسرار حسية والخشية من الله هي سر لايعلمه الكثير ممايرويه التابعي ثابت البناني عن احد العباد قوله اني لاعلم حين يستجاب لي ربي عز وجل فعجبوا من قوله فقالوا اتعلم متى يستجيب لك ربك؟ قال نعم فقالوا فكيف؟ قال: اذا وجل قلبي وقشعر جلدي وفاضت عيني وفتح لي في الدعاء فثم اعلم قد استجيب لي – ومما يروى عن زين العابدين قوله في دعائه – اللهم اني اعوذ بك ان تحسن في الوائح العيون علانيتي وتقبح في خفيات العيون سريرتي اللهم ما أسات وأحسنت الي فاذا عدت فعد علي, وكان من دعاء التابعي البصري طلق بن حبيب –اللهم اني اسلك علم الخائفين منك وخوف العالمين بك ويقين المتوكلين عليك وتوكل الموقنين بك وانابة المخبتين اليك ةشكر الصابرين لك وصبرالشاكرين لك والحاقا بالاحيا المرزوقين عندك- واقوله لو تأملنا كلماته لاكتشفنا وراء كل كلمة علما عميقا وخشية الله وضحة اللهم ارزقني واياك اخي القاري خشية الله الأماكن والأوقات التي يستجاب فقد اجاب فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حينما سؤل بحسب المراجع التي عدت لها عن ومواطن الاجابة و المواضع التي يستجاب فيها الدعاء؟ وما الأماكن كذلك؟ وما آداب الدعاء؟ فقال رحمه الله: من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء؛ آخر الليل، وفي الجمعة ساعة لا يوافقها العبد المسلم يسأل الله شيئاً، وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه، وفي عشية يوم عرفة؛ أي في آخر النهار، وفي ما بين الأذان والإقامة، ومن الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء أن يكون الإنسان ساجداً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم، ومع ذلك ينبغي للإنسان أن يكون ملحاً على الله عزَّ وجلَّ في كل وقت في الدعاء؛ لعله يصادف نفحة من نفحات الله سبحانه وتعالى، يسأله بها في الدنيا والآخرة، وأما آداب الدعاء فكثيرة؛ من أهمها بل هو أهمها الإخلاص لله عزَّ وجلَّ بأن يؤقن الإنسان في قلبه حال الدعاء أنه له إله قريب مجيب، ومنها اجتناب الحرام في أي الأكل؛ لأن أكل الحرام والتغذية به من الأسباب التي تمنع إجابة الدعاء، كما جاء ذلك في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين». فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب»، لذلك فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجل الذي مطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، ومن آداب الدعاء أن يرفع الإنسان يديه إلا في المواضع التي دلت السنة على أنه لا رفع فيها، ومن آداب الدعاء أن يدعو الإنسان ربه وهو على جانب كببر من الأمل، فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءه، نسأل الله أن يوفقنا وللمسلمين ما فيه خير، وأن يستجيب دعاءنا بما ينفعنا. فاصلة: قال اميرالمؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – اني لاحمل هم الإجابة لكن هم الدعاء فاذا الهمت الدعاء فان الاجابه معه