منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الرمزية عند المثقفين وأثرها في زيادة الفرقة

    الرمزية عند المثقفين وأثرها في زيادة الفرقة

    لو قُدر لمثقفين من أقصى اليسار العربي، ومثقفين من أقصى اليمين العربي، ومعهم من يتوسط المسافات بين تياراتهم من مثقفين معتدلين، أن يجتمعوا في مكان واحد، كمؤتمر ثقافي أو فكري أو تحت قبة برلمان أو في جمعية عامة لنقابة ما، فإنهم مع مرور الزمن وتكرار التجربة سيصبحون أصدقاء، أو على الأقل سيقومون بإخفاء ملامح العداوة فيما بينهم..

    هذا الكلام ينسحب على المسافرين من قطر الى قطر، حيث تختفي نبرة الاستخفاف بالقطر المقصود في الزيارة، وينسحب على أبناء العروق والديانات المختلفة الذين يلتقون في صفوف المدارس والجامعات. كما ينسحب بدرجة أكبر على المواطنين الذين يسكنون جنبا الى جنب مع أبناء جنسيات وأديان ومذاهب مختلفة في مدينة ما أو بلد ما

    لكن، ما يكتبه المثقفون على صفحات الجرائد أو في مواقع الإنترنت، يختلف عن الحالات المتهادنة السابقة، ويختلف عند المتحدثين من صنف ديني أو عقائدي (سياسي) أو عند أبناء قطر عربي واحد عندما تكون الجلسة مقتصرة على صنف دون غيره. هل لأن الرقيب الأدبي غير موجود؟ أم أن سهولة الحديث وعدم دقته تجعل المتكلمين يأخذون راحتهم فيما يقولون؟

    المساس في الرمزية

    لو سألت أحدهم لماذا تتناول غيرك بهذا النمط من الكلام؟ ألا تخشى أن يسمعه فتكون ردة فعله أنه لا يخشى من سماع غيره لما يقول، ويزيد، أنه على استعداد لقول ذلك في أي مكان، وإن سألته عن سبب إصراره على ذلك، سيسرد لك مجموعة من الأسباب التي مس بها ذلك الفرد أو ذلك الفصيل أو ذلك الصنف من أبناء القطر الفلاني، رموزا تعز على المتكلم!

    ما هي الرموز وكيف تستفز الغير؟

    الرمز، هو دالة مكثفة تدل على جماعة أو قوم أو أمة أو وطن، وهي قد تكون عاقلة كالرجال أو تكون مكتسبة من عادة كالمنسف في بلاد الشام أو الكسكس في المغرب، أو تكون في اللباس كالكوفية أو البرنيطة، أو تكون في المعالم السياحية كالأهرام في مصر أو سور الصين، أو يكون إشارة كالهلال عند المسلمين والصليب عند النصارى الخ.

    ويستخدم المهاجمون الرموز لحجب الصراحة في حديثهم، وليكون كلامهم أكثر بلاغة. وبالمقابل فإن من يمسه حديث المستهزئ أو المتهكم، سيكون كالملدوغ سرعان ما ينتفض ويهاجم من استهزأ ب(رمزه) بهجوم مضاد لا يقل قبحا عن حديث المهاجم، ويستنهض همم آخرين يلتقون معه في (رمزيته)، فيكثر الحديث وتتسع دائرة المعاداة. ولن يسلم المستهزئون الذين سيتحولون الى (رموز) هم الآخرون، سيتخذ الناس منهم جهة للمعاداة ..

    يحدث هذا، إذا ما استضافت إحدى القنوات التلفزيونية مفكرا أو كاتبا، سخر في إحدى مقابلاته من نظام سياسي بعينه (سوريا، الأردن، مصر، السعودية الخ) فإن موقفه سيبقى راسخا أمام من شاهد الحلقة. وعندما تتم استضافته مرة ثانية فلن يتعاطف معه من كره منه ذلك الموقف، حتى لو بشر المشاهدين بوصفة لاستعادة الأقصى بيوم واحد!

    كل الناس لهم رموزهم، ولهم أهوائهم ولهم معتقداتهم، وطالما أن تلك الأهواء هي إحدى ملامح النشاط الإنساني، فليس هناك نشاط إنساني يتصف بالحق المطلق أو الباطل المطلق، فالشرير (حسب مسطرة الشريرين) فاضل و جيد. والفاضل عند الشريرين هو متحذلق عميل سيء الأخلاق الخ. كذلك، فإنه في مسطرة الخيرين (حسب اعتقادهم) أن كل من يبتعد عن خطهم سيكون شريرا.

    مع ذلك، فإن بين من يوصف بالشرير ومن يوصف بالفاضل، هناك احتياجات يقر بها كلاهما أنها ضرورية، وهناك مسائل يقر كلاهما برداءتها كروائح الجيف، مثلا، لا يقول عنها أي منهما بأنها ليست رديئة.

    إذا تجنب المثقفون، الحديث عن رموز غيرهم بالسوء، سيكون مفعول نشاطهم الثقافي، وحتى الدعائي أكبر، وستكون فائدتهم لقومهم وأمتهم وحتى رموزهم أكبر..

  2. #2
    لاأظن أنها تدعى رموز بقدر مصطلحات ومذاهب فكرية
    http://omferas.com/vb/showthread.php...590#post248590

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •