ويشتد الصخب ويراهن بعضهم أن الأزهر والسعوديةفي معركة مع السنة النبوية، ويدعو بعضهم إلى رد الأحاديث واتباع القرآن، وأن السنة الشريفة هي سبب تخلفنا وأن أبا هريرة وابن عباس وأن الشافعي والبخاري ومسلم وأئمة الرواية تآمروا على الإسلام....!!!

لا أوافق على ذلك أبداً....
الشيوخ الرواة مجتهدون كرام بذلوا جهودهم لتصحيح الرواية وقاموا بدور إيجابي ولا يسعك إلا احترام الجهد التوثيقي النبيل الذي قام به الإمام البخاري ومسلم في تنقية الرواية...
والسنة في مجملها صورة اخرى من الوحي، وهي ناسخة للقرآن الكريم عند جمهور الفقهاء.

المشكلة ليست في النص ولا في الرواة.. المشكلة في مكان آخر...
المشكلة في العقل المتلقي.. العقل الذي استسلم للنص وعطل العقل والاجتهاد والبرلمان، واعتقد أنه لا يحل له أن يذبح بقرة حتى تخبره السماء عن طولها وعرضها ولونها وعمرها !!!
القرآن نفسه لا ينفع إلا العاقلين ولا يزيد الجاهلين إلا خساراً

المشلكة في عبادة النص، وتحولنا إلى أقماع قول، لا نملك روح المبادرة ولا نتصرف ببصيرة ووعي، مع أننا أعلم بامور دنيانا من السلف كلهم، ومن الرواة كلهم... بل إن رسول الله قال متفائلاً بأمته: أنتم أعلم (مني) بأمور دنياكم!!!