وقال لي: كتاباتك مستفزة!! أنت تترحم على غير المسلمين!!!

لست أدري لماذا تستفزك؟؟ وما الإهانة التي أصابتك؟؟ ما الذي يسوؤك أن تكون رحمته قد وسعت كل شيء؟ وماذا يضرك غفران الله لغيرك؟؟

ومع أن كثيراً منهم لا يهتم بدعائنا ولا ينتظره ولا يؤمن بوصف الآخرة كما نؤمن.... ولكنها مسالة تربية وأخلاق في المقام الأول.... وما يهمني هو المسلم قبل سواه، ويؤلمني ثقافة الضغينة والكراهية التي يلقنونها باسم الرب!!

لا أعرف مرضاً في أخلاق الأمم أسوأ من هذا... إنها صورة طبق الأصل عن عقيدة الشعب المختار التي نرفضها من بني إسرائيل ولكننا نمارسها كل يوم!

أي تربية تلك التي يتلقاها الجيل طافحة بالكراهية والاحتقار، وأسوأ ما فيها أن من يمارسها ويدعو لها يعطيك دروساً في تسامح الإسلام ورحمته للعالمين!!

لا أعرف في الدنيا أمة تصف مولاها بصفات الرحمة والغفران كهذه الأمة!! ولا أعرف أمة يضيق مشايخها بغفران الله ورحمته بالناس كهذه الأمة!!
....
يقولون هي مسألة نصوص.. ونحن أيضاً أصحاب نصوص..
يقولون لا يجوز الترحم على غير المسلم وهم يقرؤون في القرآن وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرها وإليه يرجعون!!
وهم يقرؤون قول الله تعالى: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً
.....
يقولون إن القرآن نهانا: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى...
يا أخي.... هذه الآية تتحدث عن رجل من أشد خلق الله إجراماً وعدواناً على الصالحين.. وهو والد إبراهيم.. كان ابنه أطهر أهل الأرض وأنقاهم ..خليل الرحمن ونبيه ورسوله وحبيبه، ومع ذلك فحين نصح أباه أن يكف عن صناعة الأصنام والأوهام وسرقة أموال الناس بالباطل أوقد له ناراً وألقاه في الجحيم!! وهو أبوه!!! هيك مجرم لا تستغفر له ولا ترحمه، وحين يموت لن يذكره أحد بالحسنى..
أما إخواننا وأهلنا وشركاؤنا في الأوطان والخير الإنساني فنحن نقسم على الله أن يرحمهم ويسعدهم ويكرمهم بمعارج الجنة!!
إنني على يقين ان هؤلاء الصالحين والشرفاء من كل الأمم والأديان سيجمعهم الله يوم القيامة بحضور مشايخ التعصب والتزمت .. ثم يقول لهم:
أهؤلاء الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة؟ ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون....