ليس سوى "نفثة مصدور" .. كما يقول المثل ..
هكذا تجمعت "قزعات".. حتى تكونت غيمة .. لا مطر فيها ...
نبدأ بهذه"الطرفة" عن لومومبا :
(وحين حاولت غينيا الثورية مساعدته،بعثت إليه ما يزيد قليلا عن مئة رجل جمعتهم بصعوبة،يقودهم عضو من المكتب السياسي لـ"الحزب الديمقراطي الغيني"الذي أطلق عليه بهذه المناسبة لقب الجنرال. وهو لقب فارغ،لأنه لم يتلق قبله أي تكوين عسكري.
والتأهيل الوحيد الذي تلقاه كان لبضعة أيام،إذ قدمت له أدبيات التقاليد العسكرية فقط (..) فلما جاء إلى ليبولدفيل،حاول تطبيق تلك الأدبيات. وبما أنه يجهل القواعد،فإن الجنرال الغيني هو من أدى التحية العسكرية لمبوتو الذي كان رئيس الأركان،ولكنه ما زال في رتبة رقيب،وهي الرتبة الأعلى لدى الوحدات العسكرية الموروثة عن الجيش البلجيكي.){ ص 341 (( سيرة من ذاكرة القرن العشرين) : محمد عالي شريف)/ دار الساقي الطبعة الأولى 2019م}
بعد النكتة :
قال الملك حسين،لمحمد حسنين هيكل :
(اسمح لي أقول لك أن ما جرى في العراق في 8 شباط 63 قد حظي بدعم من المخابرات الأمريكية وأن عدة اجتماعات عقدت بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية ) : {
27 سبتمبر 1963 / هيكل في الأهرام : نقلا عن : أحمد منصور"شاهد على العصر"}
كما قال أحمد منصور،في شهادة الأستاذ حامد الجبوري،في شهادته على العصر :
(هاني الفكيكي وهو بعثي كتب كتابه عن البعث قال : "إن هادي هاشم الأعظمي عضو مكتب سكرتارية الحزب الشيو .. - بعد تلعثم - " البعثيين أعطوا الأمريكان بعض الأسلحة السوفيتية أثناء وجودهم في السلطة وإن علي صالح السعدي طلب ذلك ولكهم رفضوا . علي صالح السعدي قال : "البعث جاء إلى السلطة بقطار أمريكي.) تعليق الشاهد :
(والله هاني الفكيكي – الله يرحمه – هو عضو قيادة حزب البعث في ذلك الوقت ،فهو أكثر مني علما بهاي المواضيع ): شاهد على العصر : حامد الجبوري : الحلقة الثالثة دقيقة 24 تقريبا
وفي شهادة الليبي محمد المقريف،ذكر أن بعض من حاولوا "الانقلاب"على "القذافي" .. فأبلغوا "السفارة الأمريكية" - !!!!!!!!!! – بذلك .. السفارة سربت الخطة لـ"القذافي"!!
أما في مصر .. فقد ألف الأستاذ محمد جلال كشك – رحم الله والديّ ورحمه – كتابا بعنوان"ثورة يوليو الأمريكية".. وأتبعه بـ"كلمتي للمغفلين" .. وتحدث عن علاقة الضباط بـ"كافري"- السفير الأمريكي في القاهرة – كما ذكر الأستاذ أحمد بحري – في "فيديو"- أن الملك فاروق طلب من الإنجليز التدخل لمنع الانقلاب ،ولإنقاذه – كما فعلوا مع "الخديوي" في ثورة 19 – ولكن السفير الأمريكي ،تدخل – لصالح الضباط الأحرار – ومنع تدخل الإنجليز!!
هل نلوم الغرب أم نلوم أنفسنا!!
في إحدى دول العالم الثالث :
(حاضر الدولة ومستقبلها تسيطر عليهما لفترة طويلة المصالح المنجمية الكبرى التي كانت الضمان للتوسع الصناعي في أوربا الغربية الناهضة بعد الحرب العالمية الثانية،إذ كانت البلاد تزخر بكل أواع المعادن النفيسة والنادرة،مثل الألماس والبلاتين والذهب والنحاس والحديد والكوبالت واليورانيوم،وهي مواد ضرورية ولابد من حفظ اسعارها على أدنى مستوى تتطلبه وتيرة النهوض السريع للعواصم الأوربية.){ ص 341 (( سيرة من ذاكرة القرن العشرين) : محمد عالي شريف)/ دار الساقي الطبعة الأولى 2019م} }
وحين بدا أن "لومومبا" – نعم. الذي أرسل له "الجنرال الفارغ" !- سيقف في طريق مصالح الغرب :
(قُتل لومومبا (..) ومكن هذا،بدعم واضح من بلجيكا وربما أيضا من أمريكا،من الصعود السريع والحكم الطويل الذي ظفر به موبوتو. وانتهى حكم موبوتو بالشكل الذي ابتدأ به حتى في تفاصيله. صورة غريبة تحيل إلى المعادلة الأصلية : رجل من أنصار لومومبا،يسمى ديزيري كابيلا،ظل مترصدا أربعين سنة،ثم جاءت به أمريكا ليحتل المكان وفق السيناريو المضحك نفسه الذي تقمص الشكل المأساوي لمساعدة الملعون بالأمس مساعدة واضحة،(..) معيدين إلى الذاكرة السيناريو والأبطال وتصفية لومومبا .){ ص 341 – 342 (( سيرة من ذاكرة القرن العشرين) : محمد عالي شريف)/ دار الساقي الطبعة الأولى 2019م}
سنأخذ نكتة أخرى .. من نكت"قادة" العالم الثالث :
( وقد أحرز قصب السبق في الغرابة وبلا منازع رئيس أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا الذي كان ضابط صف في الجيش الفرنسي طوال الحرب الهندوصينية. وعُين رئيسا للأركان في بلاده بمحض الصدفة،إذ كان يحتل آخر رتبة في الجيش الفرنسي،وهي أعلى رتبة في الجيش الوطني.(..) وما كاد يتسلمه حتى فقد رشده لأنه أراد تحقيق أحلامه السابقة (..) تحت نظام شخصي مطلق،يعين ويعفي الوزراء والمسؤولين الساميين،حتى في ساعات متأخرة من الليل أو على إثر تغير عابر في مزاجه. (..) وكان يحب المال لدرجة الجنون. تلى ذلك تكدس الجواهر والذهب. وكانت تدفع إليه الحصيلة اليومية من العائدات ليسدد الرواتب والمنح كما يحلو له (..) ومن أغرب الأمثلة على هذا الانحراف الكبير زيارته زميله وجاره وصاحبه في تشاد (..) دعاه الأخير بمناسبة افتتاح مسلخ اللحوم الحمراء. فلما أراد مغادرة تشاد،طلب جميع لحوم الحيوانات المذبوحة في ذلك اليوم،فاستجيب لطلبه ولكن الطائرة (..) التي جاء بها مع الوزراء،لا يمكن أن تحمل جميع المسافرين مع اللحم إلى العاصمة بانغي،فتقرر بقاء الوزراء في تشاد.){ ص 242 – 343 (( سيرة من ذاكرة القرن العشرين) : محمد عالي شريف)/ دار الساقي الطبعة الأولى 2019م}
ونختم .. بهذه النكتة .. أيضا :
(الماريشال عيدي أمين دادا."صاحب السيادة فاتح الإمبراطورية البريطانية،الرئيس مدى الحياة لجمهورية أوغندا،القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوغندية،رئيس مجلس الشرطة والسجون"،هذا هو لقبه البروتوكولي في أوج حكمه.(..) عانى الرئيس عيدي أمين دادا من حرمان متراكم طوال عمله مساعد طباخ،ما دفعه إلى الخروج عن الواقع){ ص 346 (( سيرة من ذاكرة القرن العشرين) : محمد عالي شريف)/ دار الساقي الطبعة الأولى 2019م}.
نعم .. لعب الاستعمار بنا .. ولا زال بنا يلعب .

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني