من أنا؟!
روعة السمان روعة السمان2021-03-31055 دقيقة واحدة

ماذا لو كنت أعرف مَن أنا، لعلّي أجيب..

“روحٌ” تحيا داخل “جسد” يعيش على كوكب أزرق يُدعى “الأرض” حتّى حين.

أيّ جوابٍ ذاك الذي كلّ كلمة فيه مصطلحٌ يحتاج تعريفاً؟ ليكن كذلك، ولأقبله كما هو وكأنّني أفهم ما لا يمكن أن يُفهَم..

جسدٌ أدعه ينتفض غضباً وقهراً، ويمتلئ خوفاً وقلقاً، ويتقيّأ قرفاً..

أسمع صراخه وعويله، وأنصت لأنين حزنه وهذيانه..

أرافقه إلى المُنتهى، وأرتطم بالقاع حيث الظلام وأسفل السافلين، هناك حيث تفور البراكين وتثور وتنفخ السموم، يحرق الجحيم جسدي وأحرقه، أشهد ضعفه وفقره، وأرقب ويلات تخبّطه وأُحبِطه..

هنا في الحضيض أقاتل، أصارع، أستشرس وأسفك دم عذريّتي حتّى الموت، أموت عجزاً وتخور قواي وأستسلم..

“من بين فرثٍ و دمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين”، بلبن التسليم تتحوّل بؤرة المحرق بوهج نيرانها تلك إلى شعاعٍ يحيل الظلمة نوراً، ويجعل النار برداً وسلاماً على قلبٍ يرسم ابتسامة رضا وسط الدموع، ويخترق الأفق بصيرةً و رقّة وخشوع ..

جسدٌ يغرس قدميه في أديم الجحيم، لتزهر روحه وتتراقص مع النسيم..

أنا؟ أنا.. لا شيء، وبالحبّ أصبح كلّ شيء..

أحبّ بكلّ “قلبي”، بلا حدود ولا شروط، ويبقى جسدي كياني الذي بحواسه للحياة أذوق..

الخير كامنٌ في كلّ إنسان، وليس الشرّ إلّا ألمٌ مدفون، فُجِع ذات مرّة في غياب حبّ مفقود..

أنا أنت، وأنت الحبّ، والحبّ هو مَن تكون