يسألني بعض الأصدقاء لمَ لم أعد أشارك بمسابقة أمير الشعراء ؟

جوابي هو كالآتي :

التسامح

التصالح مع الأديان الأخرى ( شيء يشبه التطبيع وأشياء يفهمها اللبيب)

تمكين المرأة ( وجود شاعرات أقل مستوى ولا أعني الشاعرات المتمكنات لأن التمكين لا يكون لمتمكن )

السلام العالمي (الخدعة التي ما زالت بكرا)

الأمل ( الابتعاد عن نبرة الحزن والرمادية في القصائد)

هذه مواضيع مسابقة أمير الشعراء .

ليس هناك مساحة للمواضيع الأخرى
فالشعر هنا مثل شعر المناسبات
9 مواسم ولا نرى اختلاف البصمات الشعرية ( لأنها مسابقة مؤدلجة تطلب الكتابة في اتجاهات محددة )

والحكم للغرض الشعري المؤدلج والموجه

هذا نموذج شعري فيه رؤية المسابقة

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

لقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أني توجهت ركائبه
فالحب ديني وإيماني”

ولو وعيت المعنى في هذه الأبيات فهمت المطلوب
وطبعا ليس هناك تصريح بأن هذا هو المطلوب
لكن بالأغلب حين تقديم الآراء النقدية بلجنة التحكيم
لا يذكرون المتنبي او عنترة أو أي شاعر يحمل الهوية العربية الخالصة من القديم أو الحديث فهم لا يريدون عربا خالصين لكن يستشهدون مثلا بابن عربي كثيرا ويريدون توجيه الشعراء بالابحار في معاني ابن عربي
وكأن مكانة ابن عربي في الشعر هي نفس مكانة ( عنترة او زهير أو المتنبي أو حتى الشياطين من الشعراء الداعرين مثل ابي نواس وبشار ..لأنهم على عهرهم ومجونهم يمثلون هوية عربية خالصة )

الشاعر الذي لا يعرف ماذا تريد المسابقة لا يستحق أن يكون شاعرا
لأنه في الأصل ليس لديه قدرة اتخاذ قرار
أما بالنفاق والتوجه مع تيار ما أو اتخاذ مبدأ الرفض

وبالنسبة لي هذه المسابقة موجهة ومؤدلجة وهي لا تخدم الشعر
بل تخدم توجها محددا تريد تقديمه للجمهور على انه هو النموذج الأمثل للجمهور

والضحية هو الجمهور نفسه أو الشعراء أنفسهم بما أن جمهور الشعر في الغالب هم الشعراء

ولماذا يتم توجيه الشعراء على الكتابة عن الأمل ، شاعر عاصر الثورات والدمار العربي ويأتي بصعوبة للإمارات من بلد محطم ومدمر وعليه قصف ويريدون منه أن لا يكتب في الحزن والرماد والموت ؟؟

نكتة :

هناك شاعر يقول لي لماذا استخدمت كلمة ( بلاء ) في قصيدة ما لا أذكر القصيدة
بحجة أن كلمة ( بلاء ) كلمة أصولية على حدّ تعبيره ولها بعد ديني !!

لننظر الآن كيف يفكر هؤلاء هم يدعون الحداثة والتجديد لكن دعوتهم للحداثة هي دعوة هدمية وناسفة لكل ما كان قبل ولا يُعتمد على فكرهم كثيرا لأن مفهومهم ضيق جدا !!

الآن بالنسبة لي تجديد الشعر وتحديثه لا يكون بهذه الطريقة وتحديث الشعر يعتمد على الشاعر نفسه دون تدخل أيدولوجي

أنا أحب القديم وأرى أن كان لديهم تحررا أكثر وفلسفات مختلفة هناك الشاعر العربي الحصيف وهناك الشاعر المبدع وهناك الشاعر الماجن وهناك شاعر الزهديات وشاعر القبيليات وشاعر الحكمة الخ .. وتحديثاتهم جلية وواضحة يفمهمها المثقف النخبوي والجارية الصغيرة

وكلهم قدموا حداثتهم بطريقتهم دون أن يكون هناك توجيه او تهميش لحركة شعرية ما .
في عصرنا يريدون الحداثة لكن هناك قيود أكثر مما كانت موجودة قبل
ولهذا لن يكون هناك نموذج حداثي بعصرنا سوى ذلك النموذج المخدوم والموجه من هؤلاء الغارقين ، ( لأن الحداثة يا صديقي الشاعر ليست احتكارا وليست هي فقط النموذج السائد الذي تراه هذه الأيام )