منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الخبرة فيما اختاره الله

    "الخيرة فيما اختاره الله"... هل تعلمون كيف ومتى تقال؟ وهل تقولونها وأنتم بها موقنون؟
    هشام الخاني

    سبحان الله .. كم هي كثيرة تلك الكلمات التي نستعملها وﻻ نأخذ باﻷسباب التي هي شروط أساسية لها. وكم من استخارة صلينا، ويوجهنا الله، وما إن نمضي حيث أراد الله إلا ويأتي هوى النفس فينقض ما وجهنا إليه ربنا ثم نقول بكل ثقة ويقين بأن الخيرة فيما اختاره الله !! ترى هل فعل المنكر هو أمر اختاره الله؟ وهل عدم إقلاعنا عن المعصية ونحن لم نسع إلى الإقلاع هو خيرة اختارها الله؟ ام أنا نداري تقصيرنا إذ أمرنا الله باﻷخذ باﻷسباب ونحن لم نفعل؟

    منذ مايزيد على عشرة أعوام أتاني شاب يطلب عملا فواعدناه، فتأخر في يوم الوعد المؤكد لساعتين أو أكثر. اتصلت به فأجابني والنوم ينساب من كل حرف من صوته يتعلل بأعذار واهية، فعلمت أن ﻻفائدة منه، وغضضت النظر عن تعيينه. فأتى إلي في اليوم التالي واعتذرت له، فقال: "الخيرة فيما اختاره الله". لم أعلق على كلامه لكني سألت نفسي: "هل الله هو الذي اختار إهماله وعدم أخذه باﻷسباب"؟ وهل خسارته لفرصة عمل مناسبة هو أمر تم بتوجيه من الله ... سبحان الله كيف يقيم الناس الأمور على أسس لا تمت إلى الحق والعقل بصلة !!!

    صحيح إن كل شئ هو قضاء من الله، لكن اﻹنسان مأمور باﻷخذ باﻷسباب، وهو مخير في أفعاله وليس مسيرا. فالخير وحده هو ما تحويه يد الله، أما الشر فمصدره نفوسنا. وإني لأتعحب كيف يستجلب الناس الشر ثم يخدروا أنفسهم فيفسرونه على أنه اختيار من الله؟ أولم يعلم الناس بأن الدعاء الذي يرفع القدر هو أخذ بالأسباب؟ ألا ليتنا نحسن التفكر فلا نوغل في تفسير عجزنا ثم ننسب أخطاءنا إلى الله.

    ورد في الصحيح عن عمر (رضي الله عنه) لما رجع عن البلد التي فيها طاعون، قال له أبو عُبَيْدَة (رضي الله عنه): أَفِرارا من قَدَرِ اللَّه؟ فقال عمر: لو غيرُك قالها أبو عُبَيْدَة؟ نعم نَفِرُّ من قَدَرِ اللَّه إلى قَدَرِ اللَّه. أرأيتَ لو كانت لك إبلُ، فَهَبَطَتْ وَادِيا له عُدْوتان (أي جانبان): إحداهما خِصبة، والأخرى جدبة أليس إن رَعَيْتَ الخِصْبة رَعَيْتَها بقدر الله، وإن رعيتَ الجدبة رعيتها بقدر الله؟ نعم نَفِرُّ من قَدَرِ اللَّه إلى قَدَرِ الله" (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن عبد الرحمن بن عوف)

    يقول الدكتور راتب النابلسي: "المرض قدر الله، والصحة قدر الله، ونفر من المرض عن طريق الأدوية إلى قدر الله وهو الصحة". وأعقب أنا فأقول: "إن اﻷزمات في الحياة قدر الله، فنعالجها بالحكمة والواقعية والأخذ باﻷسباب فنحلها. وإن لجوؤنا إلى الحكمة هي الخيرة التي اختارها الله، أما إن عالجناها بالغوغاء فهي شر استجلبناه لأنفسنا وﻻيمكن أن يكون خيرا اختاره الله".
    .....

  2. #2
    كلام صحيح لمن لايعرف الحكم الربانيه

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •