سيدنا الشيخ أحمد الحارون
من كبار أولياء عصره

في خمسينيات القرن الماضي كان يكتظ حي الصالحية الدمشقي بالبسطاء والفقراء الطيبين كما هي درة الدنيا دمشق الشام
ولكن تبقى لمجاورة سلطان العارفين سيدي محيي الدين ابن عربي مزية

وسأروي لكم /بتصرف/حادثة جرت في هذا الحي المبارك سمعتها من الأكابر الذين عاصروا العارف بالله سيدي
(( أحمدالحارون أبوعبد الفتاح )) قدس سره
الذي كان يسكن هناك بجوار سيدي ابن عربي

جابي المياه في حوار ساخن مع امرأة أرملة تربي أيتامها:

رح نقطع المي (ماء الشرب)
لأنكم لم تدفعوا الفاتورة وسنختم العداد بالشمع الأحمر
حتى تدفعو ماعليكم من تراكمات لمؤسسة المياه

يا أخي يطول بعمرك لاتقطع المي.. دخيلك عندي اولاد وأرملة مالنا معين إلا الله

أختي والنعم بالله
أنا موظف وهاد واجبي

التفت الموظف إلى العمال الذين معه(الورشة):
يلا ياشباب خلصونا سدوا البوري (خرطوم المياه المعدني)
واختموا عداد المي بالشمع الأحمر..

وإذا برجل كهل وقور أوقفه توسل المرأة ورجاؤها
وتعنت الموظف وقسوته

فاستنجدت بذاك الرجل على الفور...
كيف لا وهو العالم العلم أبوالفقراء والدراويش
راعي الأيتام والأرامل
سيد أهل الواجبات
ولي الله العارف به سيدي قطب بلاد الشام أحمد الحارون

دخيلك ياشيخ أحمد بدن يقطعوا المي. .كيف بدنا نشرب
ونغسل...ونتحمم.. عندي صغار
واليوم خميس !!!؟؟

فالتفت الشيخ قائلا بلطف ورحمة: يا ابني لاتقطعها الله يرضى عليك، كم يوم وبوعدك ندفع الفواتير..

فرد الموظف بكبر: وانت شو دخلك ؟!!

يا ابني عم تقلك الحرمة إنها أرمله
وعندها أيتام افهم الله يرضى عليك

لأ مابدي أفهم وروح من هون واتركنا نشوف شغلنا

هنا غضب سيدي الحارون
وبدت ملامح الغضب تظهر على وجهه المحمدي
نعم ..
كيف لايغضب لله في نصرة أم الأيتام

حدق الشيخ بالموظف وقال له :
ياولد اذا بتقطع رح نقطع
وانصرف

أنهى الموظف عمله مسرورا
وأغلقت المرأة بابها وفي رأسها ألف سؤال
كيف تفعل ؟؟
الماء سر الحياة

لكن لله مشيئة
حاشاه أن يظلم مثقال ذرة
حاشاه أن يخذل أولياءه
حاشاه أن يرضى بالظلم

ذهب الموظف لداره ، وجلس لطعام الغذاء ،وأكل وشرب وذهب للحمام

وهنا الصاعقة..لم يستطع أن يخرج (البول)
فصار يتألم ويئن..

وقلب حاله وحال أهله رأسا على عقب
فاستدعوا له طبيبا ولافائدة

في المساء زادت حالته سوء
وكان له أبا كبيرا في السن أوتي شيئا من الحكمة:

- ياولدي شو عامل لربك ؟،

الدكتور قال : مافيك شي وأنت رح تنفجر

هنا استذكر الموظف ماجرى ظهرا على باب المرأة
وحواره مع الشيخ أحمد
(هو لايعرف من الشيخ أحمد
ولكن الأب يعرفه جيدا)

فقال الموظف :مالي عامل شي يابي إلا أنني قطعت مياه الشرب عن أحد الدور التي تخلفت عن دفع الفواتير ، وهذا من صميم عملي

لكن لفت نظري شي
الحرمة قالت لرجل وقور عليه سيما الصالحين: ياشيخ أحمد

فطلب مني الشيخ ألا أقطع المياه
ولم أعره اهتماما
فقال لي عبارة لم أفهمها.

- شو قلك ؟؟

قلي: اذا بتقطع رح نقطع

وهنا غضب الأب شفقة على ولده غضب العارف بعواقب الأمور

- (يخرب بيتك شو حمار)
لك مالقيت تعلق إلا مع سيدي أحمد الحارون
لك هاد بركة الشام ، مدلل على الله

فصاح الأب لإخوة الموظف
وحملوه وذهبوا إلى سيدنا الشيخ أحمد

وطرقوا الباب ففتح لهم الشيخ
على الفور قال الشاب وهو يتألم:

هذا هو الشيخ يابي ،هذا الذي هددني وفعل

انكب الأب على يد الشيخ يقبلها
ياسيدي سامحو مابيفهم

رد الشيخ
يروح أول يستسمح الحرمة يلي كسر خاطرها

أمرك سيدنا دخيلك تروح معنا

يلا ليكو (كلمة عند الشوام للتقريب) البيت قريب
هي الحرمة جارتنا بالحارة

وصلوا بصحبة سيدنا الشيخ أحمد فطرقوا الباب..
فتحت المرأة
فخاطبها الموظف قائلا بالكاد لشدة ألم الحصر الذي أصابه:

أختي بعد بكرا الصبح ان شاء الله بجيب الورشة ومنوصلك المي
كرمال الله سامحيني وادعيلي رح موت يا أختي

ردت المرأة باستغراب
على شو بدي سامحك
والله المي(( ماانقطعت )) ياأخي
غسلنا وشطفنا واتحممنا
روح ربي يعافيك

فضحك الشيخ أحمد ضحكة العارف الراسخ المتمكن المتثبت

ووضع يده على بطن الشاب وقال :بسم الله روح مافيك شي

((( على الفور وصل ماانقطع فبال الموظف في سرواله)))
وارتاح ..لكن بدرس تعلمه ولن ينساه..
مدى حياته
🕊💎أن لله رجالاً إذا أرادوا أراد🕊💎

🙏🌷ومن يَرحمْ ،، يُرحم🌷🙏
( *الراحمون يرحمهم الرحمن*
*ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء* )))

رحم الله سيدنا الشيخ أحمد ورحمنا به وبالصالحين
وجعلنا ممن يتراحمون فيما بينهم.

#منقول_وفي_الليلة_الظلماء_يفتقد_البدر