إيقاف سيل الشهادات العليا
عن د غزوان سلوم
اذا كان لا يحق للاستاذ الجامعي تأليف كتاب جامعي، إلا بعد مرور سنتين على تأليف كتاب سابق له !!! فلماذا لا يصدر قرار مماثل يمنع الاستاذ الجامعي من الإشراف على أكثر من رسالة ماجستير وأخرى دكتوراه خلال سنتين... هل يعقل ان احدهم يشرف على عشرة رسائل او أكثر... وآخر لا يعرف عدد الطلاب الذين يشرف عليهم 🤔..واقسم بالله لو ان الرسائل التي تناقش تستحق درجاتها الممنوحة لما أزعجني الأمر...الا يعلم المانح - المجامل- انه شهد شهادة زور، وفرط بالأمانة...وعلى الرغم من ان بعض المحترمين لا يترك نقيصة في العمل الا ويشير اليها... لكنه يمنح درجة عالية مناقضة لسير مناقشته، اما خجلا من الزميل المشرف، أو كرها..
.....
رحم الله ايام مصر الحبيبة... كنا نرتعد خوفا في جامعة القاهرة، وعين شمس.... قبل دخولنا الى سمنار عرض مشروع الماجستير والدكتوراه...وكنت ترانا نجول كالممسوس في الممرات من القلق... كان الاستاذ الجامعي يكتفي ربما بكلمتين، لا يراجعه فيهما احد ان كان على الحق، والله اذكر المرحوم أ. د صبحي عبد الحكيم، حين امسك بورق احدهم، وقلبه وقال هذا ليس موضوعا جغرافيا، ولكونه فعلا كذلك لم يراجعه احد ولو برجاء، وكان بين الحضور أساطير وقامات مشهود لها بالعلم...
اما اليوم، فتجد الطالب يصول بخيلاء في القاعات، واثقا من منحه الدرجة العليا، حتى فقدت درجة الامتياز رونقها وتميزها....
انا اعلم ان العلم صد ورد، وأن ما من احد إلا يؤخذ منه ويرد عليه، إلا صاحب ذلك القبر (عليه الصلاة والسلام)، لكن المذهل المرعب، أنه حتى اللجان من المحكمين يذمون العمل ذما شديدا منصفا، وتراهم يهبون الطالب درجة لا يحلم بنصفها... اكراما للمشرف. او لل.....
أوقفوا مهزلة الشهادات العليا... لابد من ان تستعيد جامعة دمشق مصداقيتها على صعيد المنتج العلمي الجاد...
(فما من سلعة كثرت... الا ورخصت)...
وياليت يااااليت يخرج قانون صارم بتشديد العقوبات على المخطئين بحق نزاهة العملية الأكاديمية.. لكن قبل ذلك اعطوا الاستاذ الجامعي حقه من الرواتب والمكافآت... فزملاء لنا في الدول المجاورة، المنكوبة وغير المنكوبة، لا يقل راتب الاستاذ الجامعي عن ٢٠٠٠ دولار، بينما يتقاضى الاستاذ الجامعي نحو (٥٠) دولار او اقل، بعد خدمة ٢٥ عاما...وليس جميعنا اساتذة في جامعات فيها تعليم مفتوح وافتراضي، بحيث يصل دخل الاستاذ الى أضعاف مضاعفة عما نتقاضاه، وهو حقه ولا ريب.

ودمتم بخير
د. عمار النهار