الصيف والصّوف
(خاطرة)

بقلم الروائي- محمد فتحي المقداد

ما بين الصّيف والصّوف علاقة جدليّة جديرة بالتأمّل والتوقّف عندها:
رغم التشابه فيما بين الكلمتيْن بنسبة الثُلُثيْن:
- إلّا أنّ ياء الصّيف، وواو الصّوف، قد احتلّتا وسط الكلمتيْن.
- هما سبب علّة تباعد وتناقض الكلمتيْن، بالضبط كما إسرائيل الخنجر المسموم المغروس في قلب الأمّة العربيّة.
- بالتدقيق يتبيّن أنّ الصّيف زمن معلوم من كلّ سنة.
- الصّوف شيءٌ صالحٌ للاستخدامات كافّة البشريّة والحيوانيّة.
- إذا حضر أحدهما انتفى وجود الآخر.
- أعتقدُ أنّ علاقاتَهما أقرب للعداوة المُركّبة في طبيعة كلّ منهما.
- حرّ الصّيف لا يقبله الصّوف.
- حرّ الصّيف انتهاء صلاحيّة استعمال الصّوف في الحياة. إلّا في حالة القارّتيْن القُطبيّتيْن لا ينطبق عليهما تبدّل فصول السّنة في باقي أجزاء الكُرة الأرضيّة.
- الصّوف حبيب الشّتاء.
اعتياد مُتناقضات الحياة وأُلفتها؛ ربّما بلّدَ أحاسيسنا ومشاعرنا تجاه أشياء كثيرة، لم تعُد تلفتُ انتباهنا؛ فالمُتصوّفُ زاهدٌ في نسمات صيفه مُلتجئٍ إلى صوف شتائه؛ باحثٌ عن كينونته في ظلّ شجرةٍ عرّاها الشّتاء، وصيفٍ أوقد في مفاصله حرارة الحياة.
***
من كتابي (من أول السطر(