. . . لو أُقيمت مسابقةٌ عالميةٌ في فنونِ الغشِّ والتدليسِ والخداعِ والكذِب ، أيُّ مهنةٍ سوف تنالُ المرتبةَ الأولى ، وهل هم من الصناعيين أم من التجار .
هل هم بعضُ اللحامين الذين يخلطونَ اللحمَ مع مواد أخرى شبيهة فيه فيغشون حتى أهل بيتهم .
أم هم بعض صانعي اللبن الذين يخلطونه مع مواد أخرى فيسببون لنا الأمراض .
أم هم بعض بائعي الحليب الذين يغشونه بالماء .
أم هم بعض أصحاب المكاتب العقارية الذين يأتون بزبائن وهميين ويأخذون الكمسيون من البائع ثم يشترون العقار هم ويبيعونه ، ويتقاضون أرباحا فاحشة من الأطراف كلها .
أم هم بعض بائعي المازوت الذين ينقصون الكمية المعبأة ويأخذون ما يبقى في الإطار ليعود إلى خزاناتهم . . . ويبيعون المازوت الحر بالسوق السوداء .
أم هم بعض صانعي الأدوية الذين يتحايلون على نسبة المواد الداخلة في تركيبها ، فتأخذ دواء عياره ( 600 ) لكنه في حقيقته لا يتجاوز الـ ( 200 ) .
أم هم بعض الذين يستلمون قيمة الفواتير الذين يتناوبون على العمل فترى دوما وفي كل مقسم نوافذ ليس عليها موظفون ، والطوابير طويلة .
أم هم أكثر من يعبِّئون الحصالات النقدية بالمال فيتركونها فارغة لمدد طويلة حتى لو كانت الحصالة داخل المصرف . . . فتجد دوما نصف الحصالات أو أكثر لا تعمل . . . والطوابير طويلة .
أم هم بعضُ أصحابِ الأفرانِ الذين يبيعونَ الخبز الحر لبائعي الأرصفة .
أم هم المرتشون الذين لا يجعلون أية معاملة تمشي دون دفع ما يسمى بـ ( المعلوم ) .
أم هم بعض المحامين أم بعض البقالين أم بعض النجارين أو الحدادين . . .
أم هم . . . أم هم . . .
( مع احترامي الشديد لكل من حافظ على نفسِهِ عفيفةً طاهرة ، ودعائي لمن مالَ عن الحق بالعودة إلى جادة الصواب . ) .