1
"وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ".
2
"مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".
3
"لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ".
يجمع بين سورة "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" القرآنية، وحديث "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا" القدسي، وحديث "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ" النبوي- أنها كلها نصوص عربية دعوية إسلامية قصيرة، في موالاة الأولياء:
أما النص القرآني فثلاثة فصول:
1) وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
2) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى
3) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
وأما النص القدسي فأربعة فصول:
1) مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ
2) وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ
3) فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ
4) وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ
وأما النص النبوي ففصل واحد:
1) لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ
إن صوت الإسلام في النص القرآني، صوت عظيم اللطافة، يُقسم به الولي نفسُه على ولاية وليه، ثم يحتج له بما سبق من معالمها، ثم يدله على ما يحافظ به عليها. ثم إن صوت الإسلام في النص القدسي، صوت عظيم الحماية، يتهدد به الولي نفسُه معاديَ وليه، ثم يدل من شاء على وسائل تحصيل ولايته، ثم يصور معالم ما يكون من ولايته، ثم يصور جلال مكانة وليه عنده. ثُمَّتَ إن صوت الإسلام في النص النبوي، صوت عظيم المؤانسة، يصور عنايةَ الولي بمن يَصْدُقُه طلبَ ولايته.
*****
إن النص القرآني ذا ثلاثة الفصول والأربعين كلمة (1=18، 2=10، 3=12)، خمس عشرة جملة (1=6، 2=6، 3=3):
1) وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (4)
2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ (3)
3) وَمَا قَلَى (2)
4) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (5)
5) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ (3)
6) فَتَرْضَى (1)
استقل هذا الفصل الأول بست جمل [د/س (رمز إلى الجملة الابتدائية أو الاستئنافية)، ج (رمز إلى الجملة الجوابية أيًّا كانت)، ع (رمز إلى الجملة المعطوفة)، ع، ع، ع]:
ابتدأته الأولى القسمية لتجيبها الثانية التي تنعطف عليها الثالثة، والرابعة، والخامسة التي تنعطف عليها السادسة. وفي أثناء هذه الانعطافات كانت الجملة الرابعة بكلمها الخمس كفريدة العقد بين لؤلؤة الجملة الثانية بكلمها الثلاث ولؤلؤة الجملة الثالثة بكلمتيها الاثنتين من قبلها، ولؤلؤة الجملة الخامسة بكلمها الثلاث ولؤلؤة الجملة السادسة بكلمتها الواحدة من بعدها؛ ليكون في توازن هذه اللآلئ من حول تلك الفريدة ما يدرأ بالسرّاءِ عن الوليّ خشيةَ الضرّاء.
7) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا (3)
8) فَآوَى (1)
9) وَوَجَدَكَ ضَالًّا (2)
10) فَهَدَى (1)
11) وَوَجَدَكَ عَائِلًا (2)
12) فَأَغْنَى (1)
واختص هذا الفصل الثاني بست جمل كذلك [د/س، ع، ع، ع، ع، ع]:
استأنفته الجملة السابعة الاستفهامية التقريرية لتنعطف عليها الثامنة، والتاسعة التي تنعطف عليها العاشرة، والحادية عشرة التي تنعطف عليها الثانية عشرة. ثلاثة من معالم الولاية، اعتلق في كلٍّ منها الضيقُ والفرجُ، أحاطت بالولي من صغره إلى كبره.
13) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (4)
14) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (4)
15) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (4)
واختص هذا الفصل الثالث بثلاث جمل [د/س، ع، ع]:
استأنفته الثالثة عشرة لتنعطف عليها الرابعة عشرة والخامسة عشرة. ثلاث من وصايا الولي، توازي في هذا الفصل الأخير ثلاثة المعالم الولائية في الفصل السابق، يشكر الولي بإنفاذ كل وصية من هذه الوصايا نعمة كل معلم من تلك المعالم، ما حرص على دوام ولايته.
وإن النص القدسي ذا أربعة الفصول والخمس والستين كلمة (1=7، 2=18، 3=25، 4=15)، تسعُ جمل (1=1، 2=2، 3=5، 4=1):
1) مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ (7)
استقل هذا الفصل الأول بجملته الوحيدة [د/س]:
انفردت به الأولى الشرطية المكتملة الأركان أداة اسمية وشرطا وجوابا، المخالف جوابُها الواقع (قَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ)، الجواب المتوقع (قد آذنني بالحرب)، دلالة على مبلغ حماية الولي، أنه لا مأمن لمعاديه على نفسه، ولا انتظار، وكأنما ينشأ عقاب المعادي حين تخطر له عداوة الوليّ!
2) وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ (10)
3) وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ (8)
واختص هذا الفصل الثاني بجملتين [د/س، ع]:
استأنفته الثانية، لتنعطف عليها الثالثة. وعلى رغم انبنائهما على معنى التقرب، انصرفت به الجملة الأولى إلى الماضي المعروف، واستمرت به الجملة الثانية من الحاضر إلى المستقبل المرجوَّين، دلالة على فرق ما بين منزلتَي الائتمار والتطوُّع.
4) فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا (19)
5) وَإِنْ سَأَلَنِي (2)
6) لَأُعْطِيَنَّهُ (1)
7) وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي (2)
8) لَأُعِيذَنَّهُ (1)
واختص هذا الفصل الثالث بخمس جمل [د/س، ع، ج، د/س، ج]:
استأنفته الرابعة الشرطية المكتملة الأركان أداة وشرطا وجوابا، لتنعطف عليها ضفيرتا الجملِ المتداخلةِ (القَسَميّة والشرطيّة) المتشابهتان: ضفيرة الجملتين الخامسة والسادسة، وضفيرة الجملتين السابعة والثامنة. تلك ثلاث مركبات نحوية، في كل منها طرف من معالم الولاية، لا يترك فيه الوليُّ وليَّه، بل يُخالطه أولا، ثم يُغدق عليه ثانيا، ثم يُحامي عنه آخرا.
9) وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (15)
واختص هذا الفصل الرابع بجملة واحدة [د/س]:
استقلت بالفصل هذه الجملة التاسعة التي عبرت عن كرامة الولي على وليه لكن بضدّ ما سبق؛ إذ من إحسانه إليه كراهة أن يصيبه بما يظن أول الظن أنه يسوؤه وليس غير وجه من إحسانه إليه، ولكنه الإحسان الخفي!
وإن النص النبوي ذا الفصل الواحد والخمس والخمسين كلمة، جملةٌ واحدة، ولكنها مشتملة على ما يأتي:
1) لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ (10)
2) كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ (5)
3) فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ (5)
4) فَأَيِسَ مِنْهَا (2)
5) فَأَتَى شَجَرَةً (2)
6) فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ (7)
7) فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ (8)
8) فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا (2)
9) ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ (14)
لقد تميزت من داخل هذه الجملة الواحدة الكبيرة تسع جمل صغيرة [د/س، د/س، ع، ع، ع، ع، د/س، د/س، ع]:
يجوز أن يُبتدأ بجملة تفضيل فرح الخالق -سبحانه، وتعالى!- بتوبة عبده على فرح أيٍّ من خلقه بها، لتُفرَّع منها ثماني جمل: حاليّة بمنزلة المستأنفة، تتوالى بعدها أربع جمل متعاطفة مترتبة، ثم تميل عنها فجأة جملةٌ سابعة شرطية مستأنفة، لتَستأنِف بعدها الجملتان الثامنة والمنعطفة عليها ما كانت عليه الجملُ مِن قبل.
تحيط بسبع الجملِ المتوسطة الجملتان الأولى والتاسعةُ الطويلتان، من حيث تفتح الأولى دائرة القصة وتغلقها التاسعة، وبينهما تتوالى الأحداث حثيثةً، على درجتين من التفصيلات: قصيرة تحفظ الانتباه، ووسيطة تجمع الأحداث.
إننا إذا اتخذنا الجملة الابتدائية -ومثلها الجملة الاستئنافية- منطلقًا إلى كشف حركة الجمل في النصوص الثلاثة، واجتزأنا برموزها التجريدية- تجلت لنا في متوالياتها الأنماطُ الآتية:
· نصُّ سورة "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" القرآنية:
o الفصل الأول:
- د/س، ج، ع، ع، ع، ع.
o الفصل الثاني:
- د/س، ع، ع، ع، ع، ع.
o الفصل الثالث:
- د/س، ع، ع.
· ونصُّ حديث "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا" القدسي:
o الفصل الأول:
- د/س.
o الفصل الثاني:
- د/س، ع.
o الفصل الثالث:
- د/س، ع، ج،
- د/س، ج.
o الفصل الرابع:
- د/س.
· ونصُّ حديث "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ" النبوي:
- د/س
- [د/س، ع، ع، ع، ع،
- د/س،
- د/س، ع].
إن في هذا التجريد البياني ما يُجلّي بعض ما انبنت عليه التحليلات السابقة من أُسُس، وأهم من ذلك هنا أنه ينبه على انفراد النصِّ النبوي بنمطه القصصي المتفرّع، واجتماع النصين القرآني والقدسي من جهة والقدسي والنبوي –إذا اعتُبرت فروعُه- من جهة أخرى، على بعض الأنماط الواحدة أو المتشابهة.
إن ضفيرتي الجمل القسمية والشرطية المتعاطفة في الفصل الثالث من النص القدسي، شديدتا الشبه بطائفتي جمل الفصل الثاني من النص القرآني، المترتبة من داخلها على نحوٍ المتعاطفة من خارجها على نحوٍ آخر. وإن انفراد الجملة الابتدائية (الاستئنافية) الخالية من علائق الجمل، بالفصلين الأول والرابع من النص القدسي، لَمِثلُ انفرادها من داخل جملة النص النبوي بالفرعين الأول والسابع.
وإن مراعاة أن النص النبوي جملة واحدة، مُفضيةٌ إلى توسيط الجملة القدسية بين الجملتين القرآنية القصيرة والنبوية الطويلة، ولا عجب؛ فإن مقامي كلا النصين القرآني والنبوي إنما هما على طَرَفَيْنِ، يَتَوَسَّطُهُما مقام النص القدسي، ومِن قبل ما عهِدنا أن يكون فيه من كلٍّ منهما ما يجذبه إليه!