منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    المقاومة الشعبية والمقاومة السلمية

    المقاومة الشعبية والمقاومة السلمية على طريقة المهاتما غاندي وجنوب إفريقيا ليست خيار صحيح للمقاومة في فلسطين، لأسباب كثيرة:
    أولها وأهمها، اختلاف طبيعة العدو، وأهدافه، فبريطانيا تعرف أنها تحتل الهند وغيرها، أي أن الهند ليست وطنها، وأن مصير الهنود يكرهوها على الرحيا، وكل الدول الغربية التي احتلت أوطان غيرها كانت تدرك ذلك! أما العدو الصهيوني فهو لا يعتبر نفسه محتﻻ لوطن غيره، بل هو يعتبر نفسه حرر أرضه التي عاد إليها بعد آلاف السنين من محتليها!
    بريطانيا تعترف أن الهند وطن الهنود، العدو الصهيوني كما جاء ما يسمونه (إعلان اﻻستقﻻل) ليلة 15 آيار/مايو 1948: يعتبر أن فلسطين وطنه اﻷول، الذي أنشأ فيه دولة، وشاد فيه حضارة علمت العالم أجمع معنى اﻹنسانية، وأنه وعد الرب إلهه له!
    المحتل والمستوطن البريطاني يعرف أن له وطن عندما يخرج من الهند سيعود إليه، العدو الصهيوني يعتبر فلسطين وطنه وغيرها ديار غربته وتشرده، ويرفض العودة لها خاصة وأن هناك أوامر الرب المشددة ووعيده لهم إن تخلو عنها!
    بريطانيا كان هدفها من اﻻحتﻻل كهدف بقية المحتلين الغربيين، الموارد والثروات والمواد الخام، وتدرك أنها يمكنها في حال الانسحاب أن تحصل عليها باتفاقيات معينة بأسعار رخيصة، وانسحابها من الهند أو غيرها لن يتسبب بأضرار كبيرة ﻻقتصادها، ومثلها كل المحتلين الغربيين، لذلك الغرب غادر الأراضي التي احتلها شكلا ومازال يحتلها ضمنا من الباطن!
    أما العدو الصهيوني فالأمر عنده ليس ثروات ومواد خام ولكنه حق ديني وتاريخ مزعوم له في فلسطين، وهدفه مشترك مع قوى الشر العالمي، العودة لأرضه الموعودة، وشق وحدة وطننا وتمزيقه واضعافه، و...، هدفهم القضاء علة دين (اﻹسﻻم)، وأمة (الأمة اﻹسلامية)!
    الهند عدد سكانها مئات المﻻيين، يعني أن أي إضراب أو عصيان مدني أو مقاطعة للمنتوجات البريطانية، يهز اﻻقتصاد البريطاني ويكسره، أضف إلى ذلك أنه كان هناك غير غاندي يرفضون المقاومة السلمية ويمارسون المقاومة العسكرية، وحسابات بريطانيا من خلال تواصلها وتفاهماتها مع غاندي وأنصاره أدركت أنها إن لم تستجيب لمطلب الخروج السلمي، ذلك سيقوي أنصار المقاومة المسلحة، وتصبح في ورطة وترتفع تكلفة احتلالها للهند، والثمن الذي ستدفعه في حال اضطرت للتفاوض مع أنصار المقاومة المسلحة ...
    أما جنوب إفريقيا فقد يقول قائل: أن هناك أوجه شبه قد تصل حد التطابق بين ادعاءات اليهود الصهاينة في فلسطين وادعاءات المستوطنين البيض البوير، (البروتستانت الكالفانيين)، وللعلم كالفن في اﻷصل يهودي، وعقيدته يهودية في ثوب نصراني ظاهريا، وأيضا مغتصب ما يسمى أمريكا (البيورتان) هم كالفانيين في غالبيتهم ..
    نقول نعم .. صحيح، ولكن الذي ساعد على إنهاء نظام التفرقة العنصرية، والقبول بحل وسط، والتعايش السلمي بين المغتصبين البوير ومواطني جنوب إفريقيا، عوامل خارجية، وإرادة دولية وجدت في ذلك الحل تحقيق لمصالح عالمية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ويريدوا إنهاء آخر البقع الساخنة المتبقية من زمن اﻻحتلالات الغربية، تهيئة للنظام العالمي الجديد، نظام القطب الواحد، وتمهيدا لنشر العولمة وعولمة نظام اﻻقتصادالرأسمالي، وقيم الحضارة الفربية، وخاصة النموذج اﻷمريكي، فكان ذلك الحل المرضي للطرفان. ..
    أما فلسطين طبيعة اغتصابها وأبعاد الصراع فيها واستمرار وجود العدو الصهيوني هو هدف مشترك لكل الأعداء والخصوم والخلفاء العالميين، ولا يوجد قرار بإلحل السلمي وتسوية القضية، ولكن القرار المشترك دوليا هو تصفية الفلسطينيين لصالح اليهود الصهاينة!
    لذلك استنساخ تجارب الآخرين كما هي دليل جهل بطبيعة الصراع، وأبعاد الهجمة اليهودية - الغربية ضد الأمة والوطن، وطبيعة العدو الصهيوني التوراتية، وذلك سيكون موضوع منشور قادم

  2. #2
    نعم ماتفضلت به استاذ مصطفى كلام مقنع. اعتذر عن غيابي الطويل عن المنتدى ونعود.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •