طاحونة الريح :

أنا ..من بئارِ الصمتِ ..
حَدَّثتُ الغريب
ونطـَقتُ.. إذ عجزَ الكلامُ عن الكلام
وذهِلـْتُ..في دفعِ المواجع للمقل
وصُعِقتُ في كـَمِّ التساقطِ للحضيض

أنا من عيون الشمس جئتـُكَ يا وطن
بَدَّلتُ في جـِلـْدي الطـَّراوة َ
إذ قسا كلُّ الزمان
كلُّ الأحبةِ والأجنـَّةِ في ارتهان !

فالأرضُ..تـَكـْبُرُ في الفؤاد

والدار تهرب رغم طول أظافري

والريحُ تـَشلعُ جُلَّ آمالي العراة

وتشدُّ خطوي
تـَزدريني الصومَعات
ويَهيمُ أَتـْرابي حَيارى ..
ملءَ أيديهم شـَتـَات
وتـَدُكـُّنا المأساة ..
لا سَنـَدٌ.. ولا غيمٌ .. يُلاطِفـُهُ النسيم

فتـَرُجُّ أفئدةُ المراكبِ
في مدى الوقت السَّقيم !

كنتُ المُعَزَّزُ في اقتناص ِ الفجر ِ ..
عندَ ولادتي

لكنَّهم ..أسَروا الحياة
لم يتركوا للقمح عصفوراً ..
يغرِّدُ للحصادِ..
لم يتركوا بتلاتِ أعرافي ..
تـُسَوِّرُ حزمة َالضوء المُغـَلغـَلِ..
في ثقوبِ الإنهيار

لم يتركوا لي اختيار

وأنا الفريدُ.. المُستفيضُ شهامة ً

عَلـَّقـْتُ تاريخي بأسنان ِ الكرامةِ

رغم كلِّ الإنحدار !
*****************
دمشق: فردوس النجار