نعم ... هذا هو العلاج لما حل بنا من المصائب والوباء ..
هشام الخاني

عندما نتكلم في الأسباب وضرورة الأخذ بها ننسى أهم وأعظم سبب، ونتجه إلى ما تحت أيدينا من الماديات. وكأن الكثيرين قد عموا أو أعموا أبصارهم عن الدور المطلق لمالك ومسير هذا الكون .. بل الأكوان. ولعل ضعف إيماننا (ولا أستثني نفسي) قد أودى بنا إلى الثقة بإمكانات الإنسان ... ذلك المخلوق الضعيف، ونسيان حقيقة وجود تقدير وأمر الهي مقدر ومكتوب وراء كل حدث مادي يحدث في هذا الكون.

لو أتيح لأحد من الناس أن يسمع تسبيح الملائكة الذين يتعقبون المرء بأمر الله لوجد من الأمر عجبا، ولربما كان دون المقدرة على تحمل ما يسمع أو يرى. ولئن كان الجبل يتصدع من خشية الله فيما لو أنزلت عليه كلمات الله فالأولى بالمخلوق الضعيف المتمثل بالفيروس، أو أي مما خلق الله، أن يتصدع ويتلاشى لدى سماع آيات القرآن يقرأ في سبيل الاستفادة من بركته، أو عند نزول الإجابة والمرء يستنجد بربه ويطلب حمايته.

أن كلامي هذا ليس موجها للماديين أو الحداثيين الذين ظنوا أن معرفتهم لشئ ضئيل من العلم الدنيوي قد أهلتهم لنوال المجد والعلم من شتى أطرافه. بل هو موجه للعلماء الحقيقيين الذين ترصعت هاماتهم بتاج العلم إذ علموا حقيقة هذا الوجود وقدرة موجده فخافوه وانتابتهم منه الخشية، وجعلوا يتفكرون في خلق السموات والأرض، ويتعقلون الآيات ما وسعهم ..يقولون: "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقدنا عذاب النار". وإنه ليس أدعى لحدوث الخير واستنزال الرحمات من دعوات في جوف الليل أو تلاوات ينشئها الإنسان يظهر الغيب يستعيذ بقيوم السموات والأرض الذي ليس بيده إلا الخير.
.....