. . . التاجرُ وصاحبُ الدكانِ يرفض أن يُنقِصَ من ربحهِ ليرةً واحدة ، يريدُ أن يرفعَ سعرَ كلَِ شيء ارتفع سعرُهُ عليه ، والحقيقةُ أن ارتفاعَ الأسعار أمرٌ خاصٌ بين الله وبين التاجر وصاحب المحل ؛ إنهُ عقوبةٌ نتجتْ عن فواتيرِ أرباحهم ( الفاحشة ) القديمة ، إن الله يطالبهم اليومَ بإعادةِ الفائض من الأرباح ( الفاحشة ) التي كانوا يتقاضونها منها . . . فيرفعُ السعرَ رحمةً بهم لكي يُبرِّؤوا ذممهم السابقة ، ولكي يعودوا إلى ( الربح الحلال ) لكنهم بدلاً من أن يُخفِّضوا أرباحهم قليلاً فإنهم يتقاضونَ زيادةَ الأسعارِ من جيوبنا نحن .
تنتكبُ مائةُ أسرةٍ من أجلِ شراء صحنِ بيض ليحافظَ هو على مشاويره الفخمة وطعامهِ الوفير ومدخراتهِ الغنية وعلى نظافةِ سيارتهِ الفاخرة .
وهو يتظاهرُ بالبراءةِ ويقول : ارتفعت الأسعارُ علينا فاضطررنا لرفعها .
ارتفعت الأسعارُ عليكم أنتم وليس علينا ، إن الله يقاضيكم أنتم ، أنتم الذين ربحتم منا آلافَ آلافِ الليرات طوالَ سنينٍ كثيرةٍ خلت .