سأكتب لكم الآن عن التجربة الاردنيه في التطبيع مع إسرائيل.
وقعت اتفاقية وادي عربه في ١٩٩٤.
وتم ضخ كم كبير من الإعلام عن فوائد التطبيع....وانتعاش الاقتصاد.....الخ.
صار لإسرائيل سفاره في عمان.
وصار اليهود يدخلون ويخرجون على راحتهم.
تدريجيا صار هناك تبادل تجاري بعضه معروف وبعضه غير معروف.
تبادل ثقافي سياحي....الخ.
حتى وصل للتشريعات والقوانين الاردتيه.
مثال. كان العربي من حقه فقط أن يتملك العقار أو الأرض في الأردن. عدل القانون ليصبح حتى الأجنبي.
وحتى لا تثار ضجه حول الموضوع. صار اليهود يتملكون في الأردن بجنسياتهم الغير إسرائيلية.... كندي. أمريكي....الخ.
صار هناك تبادل تجاري وأصبحت لهم شركات ومصانع.
وحتى تضمن امريكا نجاح التعاون صارت المصانع الإسرائيلية التي بنيت في الأردن تصدر لامريكا دون جمارك عند دخولها السوق الامريكيه.
تبين لاحقا أن هذه المصانع تشغل عماله اسيويه رخيصه وليست اردنيه.
وبعضها مصانع كيماويات قذره لا تريد إسرائيل أن تلوث بيئتها بهذه المصانع.
استفاد من هذه المصانع رجال أعمال متنفذين من الجهتين.

تم وعد الأردن بإعادة جزء من ماء نهر الأردن للاردن. لانه تم مصادرة مياه نهر الأردن من قبل إسرائيل منذ العام ١٩٦٤.
ولكن تم إعطاء بعض المياه القليله للاردن وتبين انها مياه مجاري غير مكتملة التكرير.

تم اختراق بعض وسائل الإعلام لصالح إسرائيل. وكذلك بعض الفنانين والصحفيين......الخ.

اليهود يدخلون ويخرجون دون أن يحس بهم الناس.
يتجسسون على كل شيئ.
بعضهم يتحدث بنفس لهجتنا أو بلهجات عربيه حسب البلاد التي جاؤوا منها....لهجة مصريه أو عراقيه أو يمنيه....الخ
والناس لا تعرف انهم يهود.
يتعرفون على كل ما يريدون.
ويجمعون المعلومات حسب رغباتهم.
تحت عناوين اجتماعات ثقافيه وتبادل علمي وسياحي وتكنولوجي.....الخ.
اشتكى استاذ في الجامعة الاردنيه من أن إسرائيليين يجمعون المعلومات عن أساتذة الجامعه. وانه لا يجوز أن تصل الأمور إلى هذا الحد.
تستطيع إسرائيل أن تغرق السوق الاردني بأي منتج اسرائلي زراعي أو صناعي وذلك بسبب تفوقها في الزراعة والصناعه.
وبدل أن تصدره لبلاد بعيده في أفريقيا أو امريكا الجنوبيه فإن تصديره للاردن يأخذ وقت لا يزيد عن ساعتين لقرب المسافه.
وذلك ارخص على إسرائيل.
تدريجيا ضج المنتجون الزراعيون من منافسة البضائع الاسرائيلية لمنتوجاتهم.
وتدريجيا صارت هناك حركة مقاطعه لأي منتج إسرائيلي.
صارت إسرائيل تكتب أن بلد المنشأ بلد آخر. مثلا تنزل المانجا الإسرائيلية على انها مصريه وهكذا.
يتم استخدام الاجواء والمطارات الاردنيه لصالحهم.
رأيت بنفسي الركاب اليهود بلباسهم التقليدي في مطار عمان.
سواء في رحلات مباشره أو ترانزيت.
والله مشهد محزن.
هناك غضب عارم يتزايد بين الأردنيين. لأنهم خسروا ولم يكسبوا من اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
٢٦ سنه مرت على الاتفاقية.
ماذا كسبنا.
قاموا باغتيال شخصيات مرموقة مستغلين المزايا الدبلوماسية وتحركوا تحت حماية سفارتهم.
وحتى عندما يقوم إسرائيلي بقتل مواطن اردني. يتم تسليم الاسرائلي لإسرائيل ولا يحاسب.
تم استغلال السياحه في الأردن لمصلحة إسرائيل....
تقوم بعض المجموعات السياحيه القادمه لإسرائيل بزيارة الأردن ليوم واحد(نهار) ضمن برنامجها السياحي لإسرائيل.
تحضر باصات السياح وتدخل الأردن من إسرائيل وتقضي يوم في البتراء دون مبيت في الفنادق ولا استخدام وسائل النقل الاردنيه.
ليس هذا فحسب بل يحضرون معهم سندويشات وماء وعصير من اسرائيل. وتوزع عليهم حتى لا يدخلوا المطاعم في البتراء.
مدير مرفق سياحي في البتراء قال عنهم بالحرف الواحد......انهم يحضرون ليستخدموا المرافق الصحيه وقضاء حاجتهم مجانا عندنا. ونحن لا نستفيد من سياحتهم.
إذن تم تسويق واستخدام الأردن مجانا لأغراض السياحه والاقتصاد الخاص بهم.
كانت ديون الأردن حوالي ٤ مليار دولار عند توقيع اتفاقية وادي عربه. عام ١٩٩٤.
صارت الآن ٤٢ مليار.
محمد غانم