" إنها الشام المتعبة والمفجوعة بأمثالكم فلملموا أسنانكم المستعارة يا أبناء الزمن الرديء وانصرفوا..."

كتب الصحفي " وسام كنعان "

يوم أمس حرثنا الشام لنؤمن سريراً في مشفى (أي مشفى ) لوالدِ صديقتنا. والله لم أوفر شخصاً أعرفه دون أن نتمكن من حجز سرير ولو كلف الأمر ما كلفه. الرجل كان بحاجة ماسة لأوكسجين. أمنّا جهاز توليد أوكسجين منزلي.وكل ما استطعنا إليه سبيلا. عاث التجار والممرضين بنا خرابا، وطلبوا أسعاراً مضاعفة ثمنا لدقات قلب الرجل.! .ولحصته مما تبقى له من هواءٍ في هذه البلاد الكالحة. لكن مع طلوع الفجر مات! سلّم الأمانة لبارئها ومضى إلى غير رجعة... مشى على خطى مائة ضحيةٍ يومياً تدفعها الشام ..
المدينة التي يلفها سورٌ من الفقر والجوع والمرض. ومع ذلك لم يعن هؤلاء هذا الأسود المارد الملفح بالعوز، عوز الأوكسجين ؟! قرورا أن يضحكوا بجلستهم الأولى.
كأنهم غير معنيين بوجعنا...
كونوا على ثقة بأن البلاد عافتكم. لم ينتخبكم إلا كل طويل عمر. الطلاب قالوا لي بأنهم سيقوا إلى صندوق الاقتراع ولم ينتخبوا. فزتم بقوة مالكم الذي جنيتموه من حصة الفقير وتعبه...!!
ومن ثم ليكتمل المشهد كانت هذه الـ "هوليود سمايل" ..
الرخيصة المعافاة من كل شيء اسمه ذوق...
ترى متى آخر مرة سمعتم بشيء اسمه ذوق..؟!
حتى مباريات كرة القدم يقفون فيها دقيقة صمت على أرواح ضحايا كورونا. ..!!
نحن في بلد يموت أهله من الجوع وليس فقط من كورنا.
إنها الشام المتعبة والمفجوعة بأمثالكم فلملموا أسنانكم المستعارة يا أبناء الزمن الرديء وانصرفوا... 👇👇👇