. . . حين ارتفعَ سعرُ الموزِ ووصلَ إلى ألفي ليرة سورية ، عافَهُ معظمُ الناسِ ؛ فازدادَ ألقاً واصفرارا وبدأ يتبخترُ كالعروسِ الجميلةِ التي غلا مهرُها فابتعدَ عنها العرسان .
ولكن حين مضى الزمنُ وبدأ شبحُ العنوسةِ يتراءى . . . اسودَّ وجه العروس الصفراء ، فخافَ من ذلك أهلُها . . . فخفًّضوا المهرَ حتى غدا يتراوحُ ما بين الخمسمائة والألف ليرة .
ألا ليتَ الذي أصابَ الموزَ يصيبُ كلَّ البضائعِ المعروضةِ بأثمانٍ باهظة .
التخزينُ هو من أصعبِ الامور في عمليةِ الاحتكار .
هناكَ بضائعُ قابلة للتلاعبِ في تاريخِ إنتاجها وانتهائها . . . ولكن ماذا يفعل التجارُ حين يسودُّ لونُ الموز ، بعد أيام قليلة سيُرمى في القمامة ، وقبلَ ذلك الحين ليسَ لكم إلا أن توزعوه مجاناً تكفيراً بسيطاً عن تلك الأرباحِ الفاحشةِ جداً التي كنتم تسلبونَها منا في الأيام الماضية .