هل كورونا نتاج فوضى خلاقة ؟!

سعد سامرائي


تسمية العالم المادي لا تختلف عن الرأسمالي ان لم تكن تسمية ثانية تعطي نفس المعنى ..و لما اختفى المنظور الاسلامي عن تشكيل الحكم والذي يقدم الاخلاق على المادية انتشرالنظام الشيوعي او الاشتراكي الذي لا يختلف عن النظام الرأسمالي من وجهة نظري !, فاذا كان الاول يؤمن بالمادية التي تقاد مركزيا من أجل تحقيق مصلحة الشعب فالثانية لا تختلف عن الاولى الا بالشكل وخلاصة هذين الفكرين كما أراه ( بعيدا عن اطارها المزّوق من خدع فكرية كالادعاء بتطبيق الحرية والمساواة و الديمقراطية التي اسموها حكم الشعب) هي تتلخص بالبقاء لمن هو أقوى بمعنى اخر فالحياة لديهم صراع غاب فاذا كان الانسان يتفاخر بينه وبين اقرانه ويحرص على السلوك والاخلاق الحميدة التي حددتها الرسالات السماوية فالحكومات على الطرفين يهمها اولا تحقيق غاياتهما وبأي وسيلة كانت ….لذالك فالنظرية الميكافيلية: الغاية تبرر الوسيلة تعتبر جزء لا يتجزأ من هذه العقيدة الرأسمالية والاشتراكية الجديدة (التي اعتنقتها الصين بحلتها الجديدة وتخلفت روسيا عنها لحد الآن) وتعتبرها التبرير الذي يريح ضمائرهم فيحّملها مسيرة تحقيق غاياتهم في مصلحة الدولة واستقرار نظامها وعليه يلجأ الى أي وسيلة ممكنة لتحقيق هذا الغرض.. ثم كما يبدوا فان اتساع هذه الصورة يبدأ بالنتيجة يتضاءل حتى يصل الى عدة افراد من مجتمعاتهم لذلك ترى هناك احتياطات وتدابير غايتها تحقيق الامان وبقاء رؤساء الدول والوزراء المهمين وبعض الشخصيات المختارة ليكونوا ضيوفا في مركب او غواصة أو ملجأ او طائرة تتحمل أي كارثة قد تصيب البشر والكرة الارضية!.. و من تطبيقات الغاية تبرر الوسيلة للافراد أو حتى في النظام الاسلامي هي الضرورات تبيح المحظورات على ان لا تتعدى الاخلاقيات أو تستمر بمد بعيد غاية الإباحة هنا هي لأجل الحفاظ على الحياة, فان النظم التي ذكرناها يختفي فيها هنا تطبيق الأخلاق المتعارف عليها بين الأفراد عندما يتعلق الأمر بالمصالح العليا, لذلك تنتهك كل الاعراف والقوانين بضمير مرتاح!..


من هذه الافكار ينطلق أصحاب نظرية المؤامرة ليكيلوا الاتهامات تلو الاخرى ضد الحكومات القوية والتي فقدت اخلاقياتها في أكثر من تجربة منذ ان قامت أمريكا بالقاء قنبلتين ذريتين على اليابان وما تلاها في حرب فيتنام وتدمير مدن كاملة على رؤوس ساكنيها في العراق وسوريا واليمن دون أي وازع اخلاقي او وخزة ضمير.. لذلك فلا نستبعد أن تكون كورونا عبارة عن تخليق جرثومي قامت به أحدى دول الاستكبار أو متفقة فيما بينها وجل ما نخشاه والمفكرون هو وصول الدول العظمى الى اتفاق فيما بينهم يؤدي لخلق فوضى خلاقة كبيرة كجانحة كورونا في كل مرة يقررون أن ينهوا حياة فئة معينة .ففي السابق سمعنا عن تأثيرات جرثومية لا تصيب الا كروموسومات محددة من اعراق محددة , فلماذا اذن كورونا تختلف وهي تصيب جميع البشر وخصوصا من تثار عليهم شبهة تصنيع فايروسها ؟؟.
النظام العالمي الجديد ان لم نقل انه بلا اخلاق فاننا نستطيع القول انه لا يعير بالا كبيرا للاخلاقيات والانسانية واذا ما كانت كورونا مصنعة فانها وكما حصلنا عليه من نتائج الوفيات, فان المستهدف الرئيسي هم كبار السن والذين هم مصابون بامراض مزمنة وأمراض الايدز ونقص المناعة واذا كانت الصين نتيجة طبيعة نظامها لم تعلن عن حقيقة ارقام موتاها فاننا وصلتنا تقارير كانت تشير الى موت اكثر من 50 الف صيني في بداية الشهر الاول لذلك قامت بالحجر الطبي ومنع التجوال وربما لانها دولة لا تزال رائحة الشيوعية وقسوة الحكم فيها هي الغالبة ويضاف الى ذلك امكانية الاتفاق معها على هذه المؤامرة عكس مثلا كوريا الشمالية او كوبا فان الصين كانت أحسن بلد يتم تجربة منع التجول فيها وبصرامة أدت الى النجاح بالسيطرة على هذه الجانحة بحيث أصبحت بعد أن نقلت المرض لبقية دول العالم تخشى من أن يأتيها من الدول الاخرى فحجرت على المسافرين القادمين اليها! ..
السؤال المتداول الذي يطرح على أصحاب نظرية المؤامرة هو لماذا تسمح هذه الدول أن ينتقل اليها المرض ويقتل ابنائها ؟.. الجواب تم تداوله لدى البعض وهو ان في كل دولة لديها ضمان اجتماعي وصحي وتدفع للعاطلين عن العمل وتعالج مرضاها على نفقتها مما يثقل كاهلها ويؤخر تطورها ولهذا ارادت ان تتخلص من هذا العبىء الكبير .. تخيلوا كم مليار ستوفر هذه الدول شهريا بوفاة من هم عالة عليها , فهل لهذا السبب تركوا الأبواب مفتوحة على أوسعها ولم يتخذوا الاحتياطات اللازمة التي تمنع انتقال المرض الى بلادهم ,ولماذا لم تعلن ايران مثلا عن انتشار الوباء فيها اليس لسبب غير أخلاقي أيضا غايته نقل المرض الى دول الجوار التي تكرهها رغم محبتهم لها والذين لا يفعلون أي شيء مقابل وقاحتها و اعتداءاتها !.. الدول الكبرى يتبادلون الاتهامات فيما بينهم تغطية لأي اتفاق قد يكون تم بينهم من أجل أن لا تثور شعوبهم عليهم حتى يتمكنوا من الوصول ( للغاية التي تحققها الوسيلة ) .. قلنا لا أخلاقيات في النظام الحديث فلا نستبعد ان تكون كورونا تجربة أولى للقضاء على حمل ثقيل عليها ( البشر الذين ذكرناهم ) والمصيبة الكبرى ستكون لو أتفقت هذه الدول على تحديد عدد البشر ولونهم وشكلهم وصفات الذين يستحقون العيش وفق عقيدة الانانية اللااخلاقية التي أصبحت شغلهم الشاغل.!