منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    غرة على : المداون .. في قضية إيكاون


    لله الحمد في البدأ .. وفي الختام .. وصلى الله – سبحانه وتعالى – على خير الأنام ..كنتُ قد كتبت كُليمة تحت عنوان : " المداون .. في قضية إيكاون " .. بنيتها على فكرة محددة وهي أن"الغناء" أو "طبقة المطربين = إيكاون"في موريتانيا أو بلاد شنقيط، ليست مثل غيرها من بقية الدول .. بل هي "طبقة" تتوارث "الفن" .. فالحكم عليها يجب أن يضع هذه"الخصوصية" في اعتباره.بعثتُ بالكُليمة لأخي المديني محمد ولد المحجوب .. لنشرها هناك .. إذا أنني رأيت أنها لا تعني شيئا لنا هنا في "المشرق" .. ثم ألحت عليّ فكرة تكمل الفكرة الأولى .. ولكنها أعم منها .. فهي تعني الجميع .. لذلك رأيت أن أكتب هذه الفكرة "غرة"على سابقتها .. لا "ذيلا" عليها .. بسبب نيتي نشرها هنا في"المشرق" أيضا.قبل بسط الفكرة .. أنقل نصا للدكتور جلال أمين،وهو يتحدث عن أولمبياد لندن : (لابد أن يلفت النظر أيضا في غمار هذه الدرجة من الحماس هذا الاجتماع المدهش بين درجة عالية من العولمة،ودرجة عالية من التعصب القومي. كنا نظن أن هذا الاختلاط الهائل بين الأجناس والأديان والقوميات الذي جلبته قوى العولمة سوف يقضي شيئا فشيئا على التعصب (..) لكنا نرى دلائل على عكس هذا بالضبط عولمة أكبر تختلط بتعصب قومي أشد) "مكتوب على الجبين" د.جلال أمين"حرية الرأي" .. هذه العبارات الأكثر تداولا في الخطاب المعاصر .. مثلها مثل"الحرية" و"الديمقراطية" ..ما سأتحدثُ عنه يخلط بين "حرية الرأي" .. والقناعة الشرعية ..المثال .. خارج ما أقصده فعلا .. ولا فرق.أفترض – جدلا – أن إماما – قبل خمسمئة عام مثلا – قدمت له جنازتي .. وأنا"حليق" .. وهو يرى"فسق الحليق" .. وأن صلاته عليّ ،وهو إمام المسجد وقدوة الناس .. يعطي الضوء الأخضر لحلق اللحية .. إلخ.نتيجة لهذه الفرضية .. رفض الصلاة عليّ.. الغضب من هذا التصرف .. هو مصادرة لرأي الإمام .. بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ..الشيء الذي يحق للناس أن يغضبوا من أجله .. وبعيدا عن الزاوية الشرعية .. هو حين "ينص القانون" .. على عدم الصلاة على "حليق اللحية" ...فاصل : الجريمة الحقيقية حين "ينص القانون" على "العنصرية" كما كان القانون الأمريكي ينص على أن الإنسان"الأسود" عليه أن يترك مقده للإنسان"الأبيض" في الحافلة .. كما ينص على منع الإنسان"الأسود"من دخول أماكن محددة .. هذا رغم أن الرق قد ألغي سنة 1865م .. ولم يتم إلغاء تلك القوانين الظالمة .. إلا بعد جهود كبيرة .. وتلك الشرارة التي أطلقتها السيدة" روزا باركز" سنة 1955 .. حين قال "لا"ورفضت ترك مقعدها لرجل أبيض .. كما ينص القانون ..أما في حالة رفض"إمام"ما الصلاة على "حليق"ما .. لقناعة فقهية .. فإن من يحتج على ذلك .. قد صادر قناعة شخصية لشخص آخر .. أما إذا "نص"الفقه على أن يصلي على"الحليق" – مثلا – غير فاضل .. فالمشكلة هنا مع كتب الفقه لا مع الإمام.فصل : طرح أحد أساتذتنا .. سؤالا .. أحرفه تماشيا مع الحالة الافتراضية التي أكتب في ظلها ..إمام قدمت له جنازة"حليق" فقال :" يصلي عليه غير فاضل"هل هذه تزكية للنفس!السؤال الأصلي هنا : هل نصت كتب الفقه على أن يصلي على"الحليق" غير فاضل ؟إن كانت الإجابة"لا" .. فيبدو والله أعلم أن هذه "تزكية" للنفس .. أما إذا نصت على ذلك .. فهذه تزكية"لمنصب الإمام" لا لشخصه .. بمعنى أن"الإمام"قد يرفض الصلاة عليه إماما .. ويتراجع ليصلي على أخيه المسلم .. فهذه قضية .. وتلك قضية .. والله أعلم في الحالتين.أصلح الله – سبحانه وتعالى – الأحوال والنوايا.تلويحة الوداع : نقلت،في مستهل هذه الكُليمة،نصا للدكتور جلال أمين .. لأنه كما لاحظ هو " هذا الاجتماع المدهش بين درجة عالية من العولمة،ودرجة عالية من التعصب القومي "فإننا نلاحظ درجة عالية – أيضا – من الدعوة إلى حرية الرأي .. ودرجة أعلى من مصادرتها!!أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..أفهم الآن – تماما – قول خورخي لويس بورخيس :(في كل مرة واجهتُ فيها الصفحة البيضاء،عرفتُ أن عليّ أن أعود من جديد إلى اكتشاف الأدب وان الماضي لا ينفعني في شيء).لكن الأمر لا يتعلق برفاهية "الأدب" .. بل واقعة ... استعادت واقعة سابقة ..الواقعة : رفض إمام المسجد الكبير .. الصلاة على جنازة الفنان سيداتي ولد آب رحم الله والديّ ورحمهفاستعادت الواقعة رفض "إمامٍ" الصلاة على جنازة الفنانة ديمي بنت سيداتي ولد آب .. رحم الله والدي ورحمها.في نعي الفنان سيداتي ولد آب رحم الله والديّ ورحمه .. رثاه الشيخ محمد الحسن الددو .. حفظه الله.وقد بلغني ممن أثق به – وقد حذف الفيديو – "مجهولا" يخرج الفنانين "إيكاون" من الدين ويحرم الترحم عليهم .. وهذا أمر خارج السياق وخارج الحوار.قام الفنانون بعمل "وقفة احتجاج" .. وزار وفد منهم الشيخ"ولد المرابط" .. وقد ترحم على الفنانين .. وعلى سلفهم ..وخرج شيخ آخر .. دعا من يرى الترحم على الفنانيين"إيكاون" .. أن يفعل ذلك في بيته .. أو بينه وبين نفسه.رغم أنني لا أواجه صفحة بيضاء .. بل كل هذه الأسطر .. لكنني أقف أمامها حائرا!هل سأكون مثل"المعري" فآتي بما لم تستطعه الأوائل !!سوف أجادل عبر نقطتين :النقطة الأولى : ويعلم الله – سبحانه وتعالى – حبي وتقديري .. بل وقرابتي – فهو من أخوالي – للشيخ الذي قال أن من يريد أن يترحم على "فنان = إيكوي" فعليه فعل ذلك سرا .. ورغم حبي للشيخ الكريم حفظه الله .. إلا أن "الفن"في موريتانيا أو في بلاد شنقيط .. لا يشبه أي فن في العالم ..فالفنان – وأنا ابن المدينة المنورة – طلال المداح .. لا نعلم أنه ابن فنان . .ومثله عبد الحليم حافظ ..بل إن الفنانة ياسمين الخيام .. واسمها الحقيقي .. "إفراج" .. و هي ابنة الشيخ المقرئ محمود خليل الحصري - وقد اعتزلت الفن بعد ذلك – بينها وبين "الوسط الفني" ما بين المشرقين.أما "الفن"في مورتانيا فهو قضية أخرى .. وقد قال لنا أهل العلم : الحكم على الشيء فرع عن تصوره ."الفنان"عندنا .. ولد عبر واقع تاريخي .. جعله يختلف عن بقية فناني العالم .. ما أشرتُ إليه عن"طلال مداح" و"عبد الحليم حافظ" و"ياسمين الخيام"لا ينطبق على موريتانيا .. فمن الطبيعي أن تجد فنانا ابن فنان .. ابن فنان .. وصولا إلى"سدوم" وصولا إلى "نجرتو"..إلخهذا "الواقع التاريخي" يحتاج إلى "تكييف" وإصدار "حكم"يضع ذلك الواقع في حسابه .. ولا ننسى أننا أمام "شريحة كاملة" تَتَوارث واقعا .. من خلف لسلف .. ومرت على عدد لا ينتهي من العلماء .. والدعاة .. فهل توجد "بحوث" عن هذه الحالة الخاصة جدا؟النقطة الثانية : وجلستُ ساهما أمام هذه النقطة مع أن فكرتها في رأسي .. ولكن التعبير عنها .. يذكر بما رواه (... القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني في "كتاب الوساطة" (ص : 430) قال : حدثني جماعة من أهل العلم،عن أبي طاهر الحازمي وغيره من شيوخ المصريين،عن يونس بن عبد الأعلى،قال : سألت الشافعي،رضي الله عنه،عن مسألة فقال : "إني لأجد بيانها في قلبي،ولكن ليس ينطلق به لساني"){ص 116 (نمط صعب،ونمط مختلف) / محمود محمد شاكر "أبو فهر" }.سأختصر الفكرة في هذه الفرضية .. لو كان لي صديق مقرب من"إيكاون" .. كنت لأقول له .. الصديق – كما يقولون – من صدقك لا من صدقك .. والمحب الحقيقي .. والصديق الوفي من تهمه آخرتك .. لا دنياك فقط .. وعليه نصيحتي لك أن تذهب إلى "عالم"تثق في علمه ..ودينه .. وتقول له :حتى وإن كان "مفتوح في أزوان" .. شخص يأخذ آلة تسمى"التيدينيت"وفيها "أوتار" يعزف عليها .. للناس .. وينشد – على أنغامها – شعرا . . يُطرب السامع .. إلخ.هل المال الذي آخذه مقابل هذا العمل أستطيع أن أتزوج منه .. وأسكن .. وأطعم أبنائي ..إلخ؟إن كان الجواب "يجوز"فقد .. دخلت في ما نسميه"ديرها على رقبة عالم ووقد سالم" .. وإن قال لك .. من تثق في علمه .. ودينه .. "لا يجوز" .. فأنت وذاك.أما الخلاف في "حكم الغناء" .. فقد .. أقول قد يكون بابا .. لسماعه .. أو أدائه"هواية" لا مصدر تكسب . . وبناء حياة.. ويتحدث "المثل"عن .. الاستماع لكلام من"يبكيك" لا من"يضحكك".خاتمة :تأثرت كثيرا .. حين سمعت في تأبين عبد الله سيداتي ولد آب .. رحم الله والديّ ورحمه .. قال المؤبن .. سافرتُ مع المرحوم .. عدة مرات .. وفي البرد الشديد .. كان يتوضأ .. وبعد الصلاة يعود الجميع إلى مضاجعهم بحثا عن الدفء .. إلا المرحوم سيداتي .. رحم الله والدي ورحمه .. فيظل في مكان صلاته .. حتى يصلي "الإشراق" ..مرة واحدة في حياتي .. وقد كنت "حاطب ليل" .. قرأت عن فنان مصري اسمه "علي الكسار" – ما لم تخني الذاكرة - اشتهر بأنه يضع"سجادة" في سيارته .. فإذا جاء وقت الصلاة .. أخرجها وصلى .. وهذا غريب في "بيئة الفن" .. أما في موريتانيا .. حيث يمثل"الفنانون = إيكاون" .. شريحة من المجتمع .. لا أفرادا يمتهنون "الفن" .. فالأمر مختلف تماما .. .. يختلفون .. لدرجة هذه"الباقعة" .. فنان يؤدب أوتره .. قبل أن يبدأ الغناء .. ثم يقول ..ملحقين ثواب هاذ .. لفلان!!وشتان .. شتان .. شتانأبو أشرف : محمود ولد محمد المختار المدني

  2. #2
    أحيي مواظبتك على الكتابة من هناو هناك، وآراءك الواضحة في أفكار ونصوص وكتب قرأتها أستاذنا الكريم، وأتوقف قليلا، عند بعضهم الذي لايقرؤون لبعضهم في المواقع، بقدر بحثهم عمن يقرأ لهم..
    المهم أنني أطلب من حض رتكم توضيح المفكرة الواردة، لأنها أشكلت علي، فهل أنت تمدح الإيكاون مقارنة بمغنيين ليسوا عند حسن ظننا مثلا؟
    دمت بخير.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    حياك الله أختي الكريم ..
    لا أمدح .. ولا أقدح .. بل المطرب أو "إيقيو" حسب اللهجة .. يختلف عن بقية المطربين ..
    فقد وجد نفسه مطربا ابا عن جد ..فالحكم عليه يُفترض أن ينظر إلى ذلك .. فالواقع هناك مختلف تماما ..
    أي من السهل أن يتحدث فقيه عن مطرب سعودي أو مصري أوسوري .. إلخ.
    فكل واحد منهم اختار أن يكون مطربا .. أما الموريتاني .. فالأمر مختلف.
    دمت بخير ..وشكرا على الإطراء


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •