يا بني
النسيان رحلة.
لن تستيقظ يوما فتجد الألم قد زال، أو الشوق تلاشى، أو الذكريات تبخرت.
النسيان رحلة..
ينجبر فيها كسر النفوس بالصبر والعناية،ويشفى فيها القلب بالتطبيب والرعاية، فاستوعب الذكريات- بحلوها ومرها- ورتبها في هدوء، وافتح نوافذا للحياة كي تدخل رياح التجديد وتحمل لك معاني لم تلتفت إليها، ووجوها لم تصادفها من قبل.
يا بني
لا شيء يبقى على حاله، بعض العلاقات تصيبها الهشاشة، وبعض النفوس تغادرنا، وبعض المسافات تفرقنا، وبعض الألم لا يمكن تحمله فنغادر كي نتجاوزه ونتعافى.
يا بني
طلب الحقوق لا يعني النبش في الجروح ، فقد نتمسك بالحق لنهاية العمر لكن نتجاوز الألم كي نواصل مسيرة إنسانيتنا ،وإذا كان بعض النسيان خيانة فإن العيش في الماضي هروب من مواجهة الحياة.
يا بني
في بعض المنعطفات تكون مقاومة النسيان عنفا.. لا عنفوانا، وقبول البشرية فينا يعني أن ندرك حكمة الأقدار،ونتعامل مع الزمن بميزان يحفظ لنا الحياة الطيبة في الراهن، فلا نغفل عن الماضي.. ولا نضيع المستقبل.
يا بني...رحمة الله واسعةفارفق بنفسك.
منقول د.هبة رؤوف عزت