يؤلمني ما يحدث للسوريين في كل بقاع الأرض من تضييق و تشديد على العمل و حرية التنقل و لكن من جانب أخر يجب أن نكون مدركين أن كل ما يحصل ليس إلا ردود فعل على أفعال قمنا بها كأفراد أو كمجتمع بأسره.
و هنا لا أريد التحدث عن مشاكل دون طرح حلول و لكن اي حل يبدء من عندك كفرد و من ثم كمنظمات أو جاليات وهذا الأمر ايضا إلى حد ما اثبتنا كسوريين فشلنا في عمل جماعي فاعل .
النقاط التي اريد التحدث عنها:
1- الاحترام لنفسك و لقوانين البلد التي تعيش فيها
فلكل بلد أو مجتمع مجموعة من القوانين و الأعراف التي لا ينبغي لنا تجاوزها أو الإستهزاء بها فمن تهرب ضريبي إلى عمل في السوق السوداء دون اوراق رسمية طمعا في ربح سريع او تهرب من دراسة لغة واندماج في مجتمع وتحايل على المنظمات
2- استغلال الحاجة من قبل رؤوس الأموال السورية التي توسعت بشكل كبير ضمن التسهيلات التي قدمتها بعض الحكومات دون الأخذ بعين الاعتبار ان أسلوبهم التجاري مضر وبأساليب معادية لابن البلد
فمثلا استخدام العمالة السورية بأجور قليلة ولفترات عمل طويلة واحيانا تصل لأكثر من 12 ساعة عمل و تأمين سكن ابعد مايمكن عن ان يكون سكن.... لتخفيض تكاليف الانتاج ومنافسة ابن البلد الذي يدفع ضرائب ومتوسط اجور مرتفع بنسبة كبيرة عن العمالة السورية
وهنا لا اتحدث عن مشاريع صغيرة بل عن رؤوس اموال جشعة يهمها الربح السريع
وكلنا تعرضنا لمثل هؤلاء وعندما تناقشه يقول لك التجارة شطارة
وأسوئهم من يبحث عن عمالة لتشغيلهم على خطوط الانتاج بأجور زهيدة و بفارق الأجور يتوسع بشراء خطوط ومكنات بالاف الدولارات و يقول لك لو استطعت استبدال الموظفين بآلات لفعلت هذه ضريبة الرأسمالية مع الانتاج الكمي وعدم وجود قوانين لحماية الموظفين.
3-عدم وجود جهد موحد باسم الجاليات في كل البلاد
وانغلاق المجتمع على نفسه مبتعدا عن المجتمع المضيف مما شكل مخاوف عند الكثير .
4-اعتبار اي جهد او قوانين للتنظيم معادية للتواجد السوري في البلد المضيف و نشر الكره والتعليقات السلبية مع أنه في سوريا لا يمكنك استقدام او تشغيل اي شخص اجنبي بدون اي اوراق رسمية وسجل تجاري وضمان وهو قانون اي بلد لا يمكن تجاوزه وتكاليفه متناسبة مع المدخول ولكن في حالة الضغط على الموظفين استطاع رؤوس الأموال إلى تحويل الصراع بين الموظفين والحكومة وفي نفس الوقت اول من سيتخلى عنك هم أصحاب العمل و البحث عن حلول أرخص وكم سمعنا عن تجاوزات لحقوق الموظفين والعمال دون اي حماية من احد .
5- الحاجة والظروف القاهرة التي أجبرتنا على القبول بأي شيء ومع العدد الكبير الذي اضطر للجوء اصبحنا عبئا على الدول المضيفة من ناحية البنية التحتية وفرص العمل وفي الأصل هم يعانون من هذه المشاكل

المعاناة مستمرة ونسأل الله الفرج القريب وإلى ذلك الوقت يجب أن نسعى جاهدين لتحسين ظروف العمل و الفرص المتاحة وتعزيز التواصل بين الحكومات والجاليات
ومحاسبة رؤوس الأموال و ضبطها بقوانين صارمة
ياسر الحمصي