رواية متشعبة اï»·طراف، ï»» أعلم كيف، ومن أين سأبدأ بها؟!
رواية ترتقي للعالمية...
ليست هي الرواية اليابانية اï»·ولى التي قرأتها، ولن تكون اï»·خيرة لو مد الله بعمري...
هذه الرواية غيرت نظرتي إلى الرواية اليابانية بشكل عام...
قراءتي السابقة لï»·دب الياباني شكلت لدي فكرة أن اï»·دب الياباني أدب بارد كما تماثيل بوذاï؟½ï؟½
إï»» أن قراءتي لهذه الرواية غيرت كل ما سبق، فهي مليئة بالحركة والحرارة، حتى ï»·نك تتفصد عرقا وأنت تقرأها لحركتها وحرارتها...
أمس ليï»» - الواقع في 22 / شباط / 2021 - وقبل أن تجد عقارب الساعة مكانا لها على الثامنة بربع ساعة، فرغت بحمد الله من قراءة الرواية...
تعالوا معي نتعرف معا على الروائي أوï»»:
ولد اسامو دازاي عام 1909 في أسرة يابانية ثرية ...، وعاش حتى مماته حياة جنونية يائسة.
كان مدمنا للمورفين والغول (الكحول، وما يذهب بالعقل)، ومصاباً بالسل، فحاول اï»»نتحار عدة مرات.
وفي عام 1948 نجح أخيراً في اï»»نتحار إذ ألقى بنفسه في مياه سد تاما غاوا في طوكيو.
اكتشفت جثته في 19 حزيران يوم ذكرى ميï»»ده التاسعة والثï»»ثين
أما ملخص الرواية فهي قصة امرأة من الأرستقراطية اليابانية تضطر أثناء الحرب إلى ترك بيتها الخاص في طوكيو لتذهب وتعيش عيشة متواضعة في دارة جبلية، وتعمل ابنتها مازوكو في اï»·رض، أما ابنها ناووجي فيعود من الحرب مسمما بالعقاقير. ويتحول اï»·خ واï»·خت إلى العامية واï»»بتذال، ويتصلبان في وجه شدائد الدهر، ويجهران بتمردهما وبأسهما...
ولكن اï»·مر لم يتوقف على هذا الملخص، وإنما كما يقولون: الشيطان يكمن في التفاصيل
عودة إلى الرواية:
من لديه هذه الرواية، فليصنفها ضمن اï»·دب الروسي الكï»»سيكي، فلو لم يكتب على الغï»»ف: رواية يابانية، ولو لم نعلم أن الروائي من أسرة يابانية، ولو لم نعلم أن مسرح اï»·حداث هي طوكيو، لقلنا ï»» شك أن الروائي روسي من طبقة دستويفسكي وتولستوي وتشيخوف وغوغول، لو ï»» أن نفسه قصير في الرواية، ولعل الأمر يعود إلى خلو الرواية من الحشو، ï»» تفرقه عن الروس وهو يصف الطبيعة، ويحلل نفسية شخصياته بطريقة عجيبة ï»» تقل عن تحليل غوغول في النفوس الميتة، وأمثاله...
شخصية الروائي حيرتني كيف، ومع من أصنفها
حينا تراه لديه ميول اشتراكية (شيوعية)، وحينا تجده يميل إلى المسيحية، إï»» أنه في نفس الوقت ينتقدها، ï»» تشعر انه ينتمي إلى بوذا، فهو ï»» يذكره البتة، ï»» من قريب ولا من بعيد، وحينا تشعر أنه وجودي، وحينا عدمي، وأحياناً أخرى تجده .....، ولعله هو كلها معا.
طبعاً مديحي للرواية كفن، وليس كمحتوى، فرؤيتي تختلف عن رؤيته 360 درجة، روايته: لها أول ولها آخر، لها مقدمة ولها خاتمة، واضحة المعالم، ï»» غموض فيها، يطرح في ثناياها مشكلة اجتماعية طرأت على مجتمعاتهم بعد الحرب العالمية الثانية، إï»» أنه يعالجها، وهو يائس، ولو لم أقرأ في ترجمته أنه انتحر، ï»»ستنتجت من قراءة الرواية بأن كاتبها يجب أن يكون من المنتحرين
يرى الروائي، بأنه على الشخص الذي لم يعد يؤثر فيه الخمرة نسيانه ما هو فيه، عليه أن يقدم على اï»»نتحار
ثم إنه لديه مشكلة، ونفور، من كلمتي: الفضيلة واï»·خï»»ق، إنه يتحسس من هاتين الكلمتين
هو يقدس الحب كيف يقدس الحب وله مشكلة مع الفضيلة واï»·خï»»ق، ï»» يعلم بذلك غير الله.
في حديث بين كازوكو واï»·م:
أمي، لقد جهلت العالم تماماً حتى اﻵن.
قالت اï»·م بابتسامة شاحبة:
تقولين حتى الآن؟ فهل تعنين أنك اﻵن تفهمين العالم؟
أجابت كازوكو:
أنا ï»» أفهم العالم.
قالت اï»·م بصوت خفيض:
وï»» أنا أفهمه. إنني أتساءل ما إذا كان ثمة من يفهمه. إننا جميعاً نظل أطفاï»» مهما بلغنا من العمر. إننا ï»» نفهم شيئاً.
ناووجي شقيق كازوكو، وفي رسالة تركها ï»·خته قبل أن يقدم على اï»»نتحار يقول:
إنني أشرب من اليأس. الحياة أقسى من أن تحتمل.
"عندنا نحن المسلمون، ï»» يأس وï»» قنوط من رحمة الله مهما بلغت حجم اï»·هوال"
وفي الرسالة أيضاً ناووجي يقول:
أنني على يقين من أن قتل المرء نفسه ليس خطيئة
انتهى النقل.
بل خطيئة وأكبر خطيئة يا ناووجي سان (سيد)، كما أنه من الخطيئة أن تقتل اﻵخر، فكذلك من الخطيئة أن تقتل نفسك، ï»·نك في الحالتين ï»» تملكهما حتى تحدد نهايتهما، فالذي أوجدهما في هذه الحياة حين أراد، يضع لهما نهاية حينما يريد.
ناووجي، لست أنت الذي أوجدت نفسك حتى تضع لها نهاية متى تشاء، وï»» تملكها حتى تنهيها.
تحية طيبة لكل أصدقائي وصديقاتي اليابانيين الجميلين
Bahoz Mzry