"الصامدة" تسألكم الدعاء : موظفة أم عروس!!

هذه أحرف أنجبتها معاناة إحدى بُنياتي .. الافتراضيات
سأحتفظ بتاريخ معاناتها ..
لكن محصلته الأخيرة .
اضطرارها للبحث عن"وظيفة" .. بعد أن تجاوزت الأربعين ..
كانت تقبل – مبدئيا – في بعض الوظائف .. ثم تُرفض بحجة"العمر"!!
وظيفة .. بعد وظيفة .. والحجة .. هي نفسها .. "العمر"
وهذا التكرار لنفس الحجة .. جعل سؤالا يطرح نفسه :
هل يبحثون عن موظفة تؤدي عملها .. أم عن عروسة!!!
لا يمكن تجاوز هذه النقطة دون أن تقفز إلى الذهن المقالة التي كتبتها الأستاذة " هيفاء المشاري" قبل أكثر من عقد من الزمان :
( الكل مع عمل النساء الراغبات في العمل وفي مجتمعنا ومنذ نشأنا ونحن نشهد صراعا جدليا على هذه القضية بين المحافظين ومقابليهم في التيار الآخر ولعله يمثل حاليا معركة كسر عظم بين التيارين، ولقد جاء القرار الأخير حول تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية، ليمثل الشرارة التي أطلقت مارد الصراع وأججته (..) في الحقيقة أرى الحل في تأنيث (( جميع محلات بيع المستلزمات والملابس النسائية)) وبذا نحفظ للمرأة خصوصيتها وكرامتها ونسعود عشرات الآلاف من الوظائف .. أعود لموضوع عمل المرأة وإشكاليته وأؤكد على أن الدين والعقل والواقع لا يمنع عملها متى كان محكوما بضوابط محددة وصارمة .. وهنا سر المشكلة والبلاء فكثير من المعارضين لعمل المرأة يتكئون على حجة الحفاظ عليها من الاستغلال والآخرون يرون فتح المجال على مصراعيه مع كلمة فضفاضة ( حسب ضوابط الشريعة ومراعاة تقاليدنا ..) الكليشة المعروفة .. طيب ما هي هذه الضوابط الشرعية؟؟لا توجد. من يتابع هذه الضوابط ومدى تطبيقها يكتشف أنه لا توجد جهة محددة!! لذلك نظل ندور بين أخذ ورد ولت وعجن دون فائدة (..) هذه قصة حدثت الأسبوع الماضي تتعلق باستغلال توظيف النساء والتحرش بهن وعدم وجود ضوابط للموضوع .. .. ذكرت لي إحدى الأخوات بألم أنها قرأت إعلانا صحفيا للتوظيف في إحدى المنشآت الطبية الخاصة، يطلب موظفات استقبال وإداريات(!!!) وقد تم وضع رقم جوال للاتصال فقط (!!) وهذا أمر يثير الريبة .. لكن استمعوا لنوعية المقابلة التلفونية والحوار الذي تم والذي أنقله بأمانه مع شيء من الاختصار .. فبعد الديباجة والسلام بدأ الحوار التالي :

  • هل تمانعين في كشف وجهك؟
  • ( أول سبرايز !! تو .. ما شفتو شي
  • هل أنت( حلوة ) بالأصح ( جميلة ) .. وأرجو ما تفهميني غلط؟؟ (..)
  • لا تفهميني غلط بس .. لكن موظفات الاستقبال الشكل يهمنا؟ (!!) (..)
  • هل أنت( مثيرة )؟؟؟؟
  • نعم ..؟ وش قلت؟؟
  • أقصد هل أنت ( مغرية) ؟؟ ( هكذا عيني عينك)(!!)
  • نعم؟؟؟ قالتها باندهاش وحزم
  • الريسيبشن واجهة المركز لا زم نهتم بشكل البنت فيه !! ( حجة وصخة وبليدة)
  • يعني لو وحدة ملكة جمال تعاملها زفت ولسانها ينقط سم تبونها؟؟
  • لا .. لا .. الأسلوب والشكل مطلوبان
  • شوف .. أسئلتك التي تسألها مش مؤدبة وما تعجبني .!
  • الله من البنآآآت ..شلون أقدر أسألكم أسئلة وما تفهموني غلط؟؟
  • طيب هل أنت متزوجة؟
  • لا
  • ثم انهمرت أسئلة من نوع :
  • بيضة ولا سمرا ؟؟؟
  • كم طولك؟؟ (..)
  • رشيقة ولا متينة؟؟(..)
  • هل يمكن أسألك سؤالا دون ما تفهميني غلط؟؟ تفضل ..شنو مقاس صدرك؟؟؟؟ ( تقسم بالله أن هذا اللي صار )
  • هل هذا مركز محترم ولا كباريه؟؟ وين مركزكم؟ ومن أنت؟ وش شغلتك؟( طلع مدير الشؤون الإدارية بالمركز) ورفض أن يذكر عن اسم المركز .. ولكن استطعت معرفته)
  • لو صادف واشتغلت هل ممكن تعملين معي علاقة ؟!!!
  • مزيد من الشتائم
  • تدرين أسلوبك يعجبني وارتحت لك .. أنت عنيدة وأنا يعجبني العند ؟؟!!
  • مع السلامة!
  • خلينا نحسم الموضوع ( ربط الوظيفة بالعلاقة)
  • شكلكم .. خلاص ما نبي وظيفتكم .. وأنت ما تستحي ...قليل أدب ..
  • دلوعة .. ما أتحمل الدلع!!!!!
  • طرخ ( سكرت الخط بوجهه)

    أنا لا أتحدث عن هذه الحالة فقط، والتي تتعرض فيها النساء للتحرش ، فقد وردتني بعض إيميلات تتحدث عن مساومات وتحرش من مسؤولي التوظيف ( حتى غير السعوديين) لطالبات الوظائف بل إن البعض يطلب أن تحضر للمقابلة الشخصية دون ولي أمرها!! والسبب هو غياب الضوابط واستغلال حاجة النساء .. أتساءل أليس من أدنى الشروط أن تجري المقابلة للمرأة امرأة مثلها؟؟ أو بحضور محرمها على الأقل؟؟المشكلة في عقول الذكور الذين يتصورون المرأة(صيدة) ثمينة ويستغلون سلطتهم وحاجة المرأة لحاجاتهم الدنيئة){ جريدة اليوم العدد 12145 في 22 / 8 / 1427هـ = 15 / 9 / 2006م.}.

ختام مسلسل بُنيتي"الصامدة" .. وقد وجدت دعما كبيرا،وتقديرا لظروفها، من الأستاذة (مرام) والتي عمل في"طاقات" بالعاصمة الرياض .. جزاها الله خيرا.
أخيرا .. عثرت على"وظيفة" أصحابها لا يبحثون عن"عروس"صغيرة السن!!
ذهبت لإجراء المقابلة .. وكانت في غاية النجاح ... حتى أن الأستاذة "مرام" اتصلت بها مهنئة وأنهم فرحوا بها .. وأنها تمتلك"الشخصية"التي كانوا يبحثون عنها .. وأنهم ..
ربما جعلوها "مدربة" للمستجدات .. ولكن ..
ولكن ماذا؟
"لابد أن تكشفي"
وهذا ما رفضته(نقطة)
دعواتكم لها بالتوفيق .. وأن يعوضها الله خيرا من تلك الوظيفة...
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم .. أن يعوضها خيرا من تلك الوظيفة وأن يلهمها رشدها .. ويثبتها .. ويغنيها .. ويسعدها : اللهم آمين وصلى الله على نبيه وحبيبه محمد المصطفى الأمين.
تلويحة الوداع :
رحم الله والديّ ورحم الشيخ عبد الله بن خميس .. والذي كتب عند دعوته لـ"تمدرس البنات" :
أنا لا أدعو لأن نخرجها لتُحاذي بالرجال المنكبا
هي الآن تجبر على"السفور"!!
تلويحة أخرى ..

الحديث عن الاختلاط يعيدنا إلى الوراء،عقدين من الزمان،أي إلى سنة 1409هـ،حين أقام نادي الرياض الأدبي أمسية أدبية،ومع أن الرجال والنساء لم يجلسوا في مكان واحد .. إلا أن الأستاذة فوزية أبو خالد،كما نقل عنها الدكتور محمد خالد الفاضل،في مداخلتها .(انطلقت فيه مبتهجة و مشيدة بهذه الأمسية المختلطة من وراء حجاب تكنولوجي – كما قالت – وصورت الأمر كأنه فتح عظيم،وقالت متعجبة ومبتهجة : من كان يتصور قبل خمسة عشر عاما أن يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد في مدينة الرياض؟ وحثت بنات جنسها على الاستفادة من الوعي ..) {المجلة العربية العدد 132 / محرم 1409هـ }
أن تجبر المرأة السعودية على أن تكشف وجهها .. من كان يتصور!!
ابو أشرف محمود المختار الشنقيطي المدني