اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب مشاهدة المشاركة
هذه قصيدة من الدكتور صفوح المعراوي عن اليعون العسلية، وقصة تحكي اكثر مما تحكي...
قصيدتي (العيون العسلية)
صفوح المعراوي: ï؟¼


أضناني الظّلمُ فخبئني


داخلْ عينيكَ العَـــسليَّة


إحبسْني فيــها أجيـــالاً


في سجنِكَ تحلوالحريّةّْ


خذني يا أغلى' من روحي


حطّـــم أصفاداً حـَــجريةْ


عانيـــتُ الظُّلمَ بأيامـــــي


غــــدرٌ وذئـــــابٌ بشريةْ


وعيونٌ باتتْ ترصُــــدني


هل عشقي للفلِّ قضيةْ؟


أتُلاحـــقُ أنثى إذْ قــــالت:


إنِّي أحتـــاجُ الحـــــــريّةْ؟


وسئمتُ الموتَ بلا معنى


وسئمـــــتُ اللغةَ الخشبيّةْ؟


فلــجأتُ إلـــيكَ لتــحميني


بِظِلالِكَ أغلـــــى محميةْ


خبئني في ســـلاتِ الورْد


وانشقْ نفحَاتٍ عِــــطريةْ


خبّئْني في صفْحاتِ الشعْر


واسمعْ هَمَساتٍ شِــــعْريةْ


خبئني في صــدرِكَ دهراً


ما بينَ ضــــــلوعٍ محنيّةْ


لأعانقَ قلـــــــــباً يعْشقُني


يروي أحلى سيمـــــفونيةْ


موسيقا تعْزِفُ قِصّــــــتنا


نبَضَاتٍ بالشـــــوقِ غنيّةْ


فأنـــا يا حبّـــي شرْقيــــةْ


فيها أطــــيافُ عــــبوديةّْ


إجعلْني جاريـةً تُســـــبى


واجـــعلْني عِندكَ محظيةْ


واجـــــــعلني مُلْكاً ليمينٍ


منــــها تنطــــلقُ الحرّيةْ


خذنـــــي بحنانِكَ يا حُبّي


أَرضى' بقيــــودٍ أزليّـــةْ


أَمَلي أنْ أغْرق أنْ أطفو


بين الأمواجِ العَســــــليةْ




ما أروعَ أن أُمضي عمري


في بـــحرِ عـــــيونٍ عسليةْ


فـــي رفّةِ جفنِكَ تلقــــــــاني


أرنــــو لخدودٍ زهــــــــريةْ


أرنو لشــــعيْراتٍ نبَتــــــتْ


مـــا فــــوقَ شـــــفاهٍ سحريّة


أُصغي للهــمسِ فيُطرِبُنـــــي


مثلَ الآهـــاتِ الصــــــــوفيّةْ


فشـــفاهُــــكَ دوماً تأخُـــــذُني


لعصورٍ منكَ خيــــــاليةْ


أنســــــى' في همسِكَ أحزاني


أغـــدو راقصــــــــةً غجريةْ


تأتـــي أمـــــواجٌ تحْمـــــلُني


لأعــيشَ سنينــاً ضـــــــوئيّة


أَلقــــى' أنهــــاراً من عســـلٍ


نـــــسرٌ وورودٌ جــــورِّيــــةْ


والحـــورُ العينُ تُــجمّلُنــــــي


أغـــــــدو في الحسنِ خرافيةْ


تأتي كــالنســــر لتخْطِــــفني


في جُنـــحِكَ ألقــى' حنيّـــــــةْ


وحـــديثُكَ يخلــبُ أفكــــــاري


همـــــسٌ ولـــــيالٍ قمـــــــريةْ


وأصــــــابعُ ترعى في شَعْري


ومشــــابكُ باتـــــــــتْ مرمية


وأســــــلِّمُ كـــــلِّ مفاتيــــــحي


وأعيـــــشُ بِدُنْيــــا ورديـــــــةْ


إجـــعلني شـــــتْللاً وازرعنـــي


في تُربــةِ عـــــينٍ عَسليـّــــــــةْ


شمـــــسُ الحرْيَّــــةِ تغْمُـــــرني


من نسْـــــغِكَ أبقـــى' مَرْويــــةّْ


وأمــــوتُ وأحــــــــيا ســـــــيَّاناً


ما دمــــتُ بأرضٍ ســــــــــوريّة.


د.صفوح المعراوي 20/4/2012
تحية لك ولطبيبنا الشاعر الكبير.