منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الشام ولعنة الجغرافيا/ نزيه شيخ السروجية

    نزيه شيخ السروجية
    الشام ولعنة الجغرافيا
    عند متابعةمايلي نرى ان التاريخ يعيد نفسه من جديد ٠٠٠ترى هل يتم تقسيم سوريه كما قسمت سابقاً كما حدث ايام الصليبيين او كما قسمتنا فرنسا الى ست دول حسب الخريطة المرفقة و بعد تقسيم سايكس بيكو ٠٠٠وقد يكون عندنا تقسيم امريكي روسي بدل فرنسي بريطاني ٠٠٠٠والعياذ بالله
    في الأعادة إفادة
    في هذه الأيام هُنّا على أنفسنا فتكالب علينا جميع المجرمين وشذاذ الأفاق وصائدو الثروات
    اشتم المجرمون روائح الغاز من بحرنا و النفط من الشمال والشمال الشرقي فصرنا حقل رمي لجميع اسلحتهم القذرة وليس ذلك علينا بجديد ..
    تابعو معي ما يلي فربما استقينا أجوبة من التاريخ و...(( الجغرافيا )) :
    سأعيد ما نشرته سابقاً عن الشام والجغرافية الظالمة في 20 يونيو، 2014 وهي ثلاثة أقسام
    تحدثنا كثيراً عن التاريخ بوجهيه المشرق والأسود وسأنقل لكم شيئاً عن الجغرافيا


    ***** الشام ولعنة الجغرافيا (القسم الثاني)****


    هذا التنظيم الذي سيحدثنا عنه القرآن الكريم بقوله:
    لإيلاف قريش ،إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، صدق الله العظيم.


    بل ما الذي جعل عبد الله بن جدعان أحد أشراف قريش وتجارها الكبار يدعو الى إقامة حلف الفضول الذي سيذكره الرسول الكريم (ص) فيما بعد بما معناه :لو دُعيت اليه لأستجبت ...


    هذا الحلف الذي كان المقصود منه حماية الضعفاء من الأقوياء ، أو إقامة شكل بدائي جديد من أشكال الدولة
    وهل كان هذا الحلف ـ المجلس أستجابة لنداء بعيد عرفه القرشيون في الشام قبل لجوئهم الى الحجاز ...
    و...هل كان الشاميون ـ القبائل العربية المتشومة يعرفون هذا التاريخ الذي نجهله فأستقبلوا المسلمين الحجازيين أستقبال المحررين العائدين ورأوا فيهم محققي الحلم بدولة أسلامية طالما أشتاقوا إليها ؟؟ الله أعلم ...ولكن ...إنه سؤآل روائي .


    المهم الدولة الأموية الشامية لم تستطع العيش طويلاً ،فلقد هاجمها الخراسانيين تحت راية العباسيين ،ولنذكر إن ما بين سقوط فارس الدولة على يد المسلمين وسقوط دمشق الأمويين لم يزد عن القرن الواحد ....


    وأنتصرت الجغرافيا . وفقدت الشام الممزقة جغرافياً وثقافياً مركزيتها .ولكن الصراع التاريخي بين إيران وطوران سرعان ما تجدد .


    والتاريخ الشرقي الكلاسيكي وملاحم فارس كلها قبل الأسلام حافلة بالصراع ما بين إيران اي الشعب الآري الفارسي وطوران آسيا الوسطى والعميقة ،وهكذا يأتي الترك وتصبح الدولة العباسية ميدان الصراع ما بين إيران ـ الإدارة ـ فقد كان لهم ديوان القلم أعطاه لهم المأمون أبن الزوجة الفارسية ـ وطوران ـ ديوان العسكر منذ المعتصم أبن الأم التركية .


    أما العرب فقد تمزقوا في الشام الى دويلات كما كانوا قبل الأسلام ، الحمدانيون في حلب والموصل ،بنو صدقة في جعبر ،وبنو منقذ في شيزر ، بنو عمّار في طرابلس ، بنو مرداس في الساحل ،.((هذه الأسر ليست متعاصرة ،بل نتحدث عن دويلات المدن الشامية التي لم تستطع منذ الأمويين تشكيل دولة مركزية موحدة))


    وفي هذه الأثناء ولم يمض على الأسلام في الشام ثلاثة قرون ونيف عادت الأناضول البيزنطية الى الشام ثانية، فليس هناك من دولة مركزية تمنعهم ، ودام الصراع على حلب مع سيف الدولة وورثته الى أن أستولوا على حلب ، وأتبعوها أقطاعياً لهم ،وأحتلوا أنطاكية ، ثم الساحل الشامي ،وحمص وحماة وطرابلس ،ووصلوا الى حدود دمشق ....وتدخلت مصر... وطردتهم ...وجاء الصليبيون .


    الغريب إن الصليبيين القادمين من دول كبرى موحدة تقريباً في أوربا خضعوا للجغرافيا الشامية غير القادرة على صنع دولة موحدة، وهكذا تمزقوا في إمارات لم تستطع تشكيل دولة صليبية موحدة أبداً.


    فشكلوا إمارة أورفة ،وإمارة أنطاقية ،وإمارة طرابلس , وإمارة بيت المقدس ،وإمارة الكرك ، أما المسلمون فكانت لهم إمارة حلب ،وحمص وحماة ،ودمشق أي سوريا الداخلية ، فالساحل كله صار للصليبيين .


    والغريب إن الأستعمار الغربي في القرن العشرين حين أحتل الشام عمد الى تمزيقه (عمداً هذه المرة) حسب التمزيق زمن الصليبيين ، فأعطى أُورفة الى تركيا ما بعد العثمانيين ،و أقام في أمارة أنطاكية دولة ساحلية وفي طرابلس دولة لبنان الكبير ،وفي بيت المقدس دولة فلسطين ،وفي إمارة الكرك دولة شرق الأردن ،وفي إمارة بصرى وهي إمارة كانت تراوح بين الخضوع للصليبيين حيناً وللمسلمين حيناً، اقام في بصرى دولة جبلية ،وفي دمشق دولة ،وفي حلب دولة ...
    هل ترى كيف فهم الغرب لعنة الجغرافيا الظالمة ...


    وعوداً الى الصليبيين ،جاء الأتابكة وهم من أعوان السلاجقة فأسهموا في طرد وهزيمة الصليبيين إسهامات رائعة ،ثم جاء الأيوبيون فطردوا الصليبيين على يد صلاح الدين في حطين، ثم جائت المماليك فقاموا بدور التصفية النهائية لهم من معظم فلسطين .


    في هذه الأثناء كانت الأناضول الرومية ـ البيزنطية تتعرض الى غزو عنيف من الأتراك ،غزو تدريجي ولكن صارم وكان من أشهر المعارك معركة(مانزيكرت أو ملاذ كرد )التي هزم فيها السلطان السلجوقي ألب أرسلان البيزنطيين ،وأسر الإمبراطور رومانوس ،وأمتد سلطانه من أفغانستان الى البحر المتوسط، ولكن نظام وراثة الملك جعل المملكة تتمزق خلال عشرين سنة حتى وصل الأمر الى أن صار لكل مدينة حاكم .


    وجاء العثمانيون بعد السلاجقة فأكملوا احتلال الأناضول ،ثم عبروا الى أوربة الوسطى ،ثم أستولوا على القسطنطينية ،ومن الغريب إن المسلمين جميعاً في مصر والشام وإيران وشمال أفريقيا يسمونهم الروم . أفلم يحتلو جغرافياً الأناضول ـ دولة الروم ،ثم أمتدادات بيزنطة في أوربة ؟ لذلك حمَّلوهم أسم الروم...


    ومن الغريب أيضاً إنهم ما أن حملوا أسم الروم أي حكام الأناضول حتى تحركت فيهم شهوة أستعادة إمبراطورية بيزنطة الرومية ،وهكذا بدأ هجومهم على الدولة المملوكية في الشام ،ثم مصر ،ثم سقطت آلياً اليمن والجزيرة العربية وعادت بيزنطة الرومية المسلمة هذه المرّة الى حكم المتوسط العربي كما كان الأمر قبل تسعة قرون أي ما قبل وصول الأسلام الى المنطقة .


    هذه الأمبراطورية الرومية ـ المسلمة ـ العثمانية وجدت نفسها وبحكم الجغرافيا وحدها تصطدم ثانية بإيران ولنذكر الصراع التاريخي ما قبل الأسلام بين إيران وطوران في آسيا الوسطى ها هو ينتقل الآن الى الأناضول الرومية وفارس.....


    وكان على العراق هذه المرة أن أن يدفع الثمن غالياً جداً ،فالعراق المسكين الذي تهدم منذ هولاكو ،ثم منذ إقامة دولة الجلاريين التترية فيه، ثم في حرب التتار ،ثم التتار مع المماليك ،ثم المماليك مع العثمانيين .


    دفع العراق الثمن في دمار الحياة الحضرية فيه ،وفي الأقليم الذي سيسمى بالجزيرة السورية دماراً تاماً ،وأختفاء المدن إلا قريَّات تشير إشارة بعيدة الى ذلك الماضي الحضري الجميل .


    وسنكمل القسم الثالث والأخير قريباً إن شاء الله

  2. #2

    رد: الشام ولعنة الجغرافيا/ نزيه شيخ السروجية

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    رد: الشام ولعنة الجغرافيا/ نزيه شيخ السروجية

    نزيه شيخ السروجية
    في الأعادة إفادة
    الشام ولعنة الجغرافيا
    في هذه الأيام هُنّا على أنفسنا فتكالب علينا جميع المجرمين وشذاذ الأفاق وصائدو الثروات
    اشتم المجرمون روائح الغاز من بحرنا والنفط من الشمال والشمال الشرقي فصرنا حقل رمي لجميع اسلحتهم القذرة وليس ذلك علينا بجديد ..
    ++++++++++++++++++++
    ملاحظة :
    قبل ان ننهي البحث بالقسم الثالث والأخير يجدر بنا ملاحظة إن ما نمرّ به حالياً هو تتمه ما حدث سابقاً فالعراق دمرّ من جديد وكذلك سورية والقتل والتجويع وغلاء الأسعار.
    والكتب الثلاثة المذكورة لاحقاً قد نَشَرْتُ معظمها سابقاً وبشكل مفصل .
    +++++++++++++++++++
    تابعو معي ما يلي فربما استقينا أجوبة من التاريخ و...(( الجغرافيا )) :
    سأعيد ما نشرته سابقاً عن الشام والجغرافية الظالمة في 20 يونيو، 2014 وهي ثلاثة أقسام
    تحدثنا كثيراً عن التاريخ بوجهيه المشرق والأسود وسأنقل لكم شيئاً عن الجغرافيا

    ******************الشام ولعنة الجغرافيا القسم الثالث ***************
    دفع العراق الثمن في دمار الحياة الحضرية فيه ،وفي الأقليم الذي سيسمى بالجزيرة السورية دماراً تاماً ،وأختفاء المدن إلا قريَّات تشير إشارة بعيدة الى ذلك الماضي الحضري الجميل .
    ويتحدث محمد بن صصري في كتابة (الدرة المضيئة في الدولة الظاهرية) عن الحرب بين المناشطة والبرقوقية وهما من بقايا المماليك الأتراك ضد المماليك الشراكسة الصاعدين
    ويدفع الثمن العوام ،فقراً وجوعاً وطاعوناً وقتلاً بالتسمير والتوسيط .
    (( التسمير يشبة الصلب ويتم تثبيت الضحايا بالمسامير...اما التوسيط فهو قطع الضحية الى قسمين ..! ويتم أما بالسيف ..أو بربطه بين حصانين ليشق الى قسمين ..! ))
    وقارئ البديري الحلاق في (حوادث دمشق اليومية) سيرى المدينة وهي تدفع الثمن الغالي للحرب الطويلة بين الأنكشارية و....القبوقولية ، وسيدفع هذا الثمن الفقراء والعوام فقراً وجوعاً وقحطاً وطاعوناً وقتلاً بالخنق وهو كثير أو بالخازوق ..
    ولكن إبن صصري والبديري لا ينسيان أن يدعوا للسلطان ( العثماني أو المملوكي) بالنصر على أعدائه طول الوقت و...يدعوا الله أن يرخص الأسعار وكلا المؤرخين رجلان شعبيان غير مثقفين وجعهما الأكبر هو الأسعار للخبز والحم والقمح والسمن والزيت (فهل نلومهما وهام يصفان واقع مريير ).
    والمماليك كانوا يتعاملون مع الشام دائماً على إنها أملاك ،مخافر أمامية يتخلون عنها عند الهزيمة أو التهديد الأول من الغازي وغالباً ما يكوت التتري حتى إذا أستسلمت المدن ،وقتل رجالها وأستبيحت نسائها ونهبت ثرواتها ...عادو لجمع الخراج..
    ولنذكر إن دمشق في العهد البيزنطي ،وبعد طرد الروم للفرس من الشام جاء الحاكم البزنطي ليطالب بالخراج ،وليعلن المسؤول المالي عن المدينة بأنه قد أداها للفرس الحكام السابقين ولكن الرومي يرفض ويصّر على أستيفاء الخراج كاملاً......وهذا ما كان يفعله المماليك بعد كل أنسحاب تتري...!
    ولنذكر إن أهالي حلب بعد هزيمة قانصوه الغوري أمام العثمانيين وهروب المهزومين من المماليك الى حلب (ولنذكر إن إهالي حلب عانوا الأمرّين من المماليك خلال العامين السابقين لمعركة مرج دابق حين سكنوا بيوت الحلبيين ،وأكلوا أرزاقهم وأزعجوهم في حريمهم وأطفالهم بالغصب والسرقة وهتك الأعراض ...
    هؤلاء الحلبيين طردوا المماليك عن أسوار حلب ،ورحبوا بالعثمانيين ، فلعل من لا نعرف ظلمه بعد يكون أكثر عدلاً ممن عرفناه ولم نعرف إلا ظلمه..أي المماليك
    (فهل يعتبر الظالمون) .

    وفي كتاب البديري بالأضافة الى الحرب غير المعقولة ما بين محاولي الملك الشاميين من آل العظم ، آل المعني ، آل الشهابي ، ضاهر العمر الزيداني...وهزائمهم أمام البطش الأناضولي ..
    سنلاحظ عن وجود هذا الكم الهائل من العاهرات ..فالغلاء الفاحش ..وقتل الرجال لابد أن يفضي الى العمل في المهنة التي لاتحتاج الى مهارة ..ليس هذا فحسب فيصف البديري :

    ((أنهن تزايدن حتى كن ينمن في الدكاكين وأمام المقاهي وعلى الطرقات ...أعوذ بالله ))
    وهل هناك سبب لمثل هذه الكارثة أكبر من الأفتقار الهائل ،وأنعدام الرجال في حروب لا يعرفون لها سبباً ،وفي شجارات بين الأنكشارية المسيطرين على كثير من المهن وبين القبوقولية أو الحرس السلطاني , وهي فرق تصطدم مع الأنكشاريين الذين صاروا بلديين أو محليين فيتقاتلون بالمدفعية والطبنجات مسببين الحرائق والتخريب ...
    وفي كتاب الدكتورة ماري ديكران سيركو تتحدث فية عن ((دمشق أيام عبد الحميد الثاني ))
    عن تسلط المرابين على الضعفاء من الفلاحين وصغار الملاك ،وصغار الحرفيين , وأستعانة هؤلاء المرابين وكثير منهم من اليهود بالقناصل وبالحماية المأخوذة من المعاهدات بين الحكومات الأجنبية وأستانبول العجوز والقوانين التي تفضل الأجنبي على المواطن ...
    كل هذا بتأثير الجغرافيا الظالمة التي جعلتنا مطمعاً للمستعميرن والطامعين والقتلة المجرمين فالخيرات تنهب ولا يبقى للمواطنين غير الخراب والدمار...

    وأخيراً اتوجه بالشكر للروائي والكاتب خيري الذهبي المشرف على سلسلة آفاق ثقافية دمشقية الذي أخذت عنه هذا الموضوع بتصرف وهو موضوع متكامل يصف معاناتنا مع الجغرافيا لحقبة طويلة من الزمن
    وسأكتفي بذلك رغم إنة بقي في جعبتي الكثير..وسأرفد الموضوع بإضاءات لهذا الموضوع قريباً إن شاء الله.....نزيه

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





  4. #4

    رد: الشام ولعنة الجغرافيا/ نزيه شيخ السروجية

    نزيه شيخ السروجية
    الشام ولعنة الجغرافيا
    اعادة لما نشرته سابقاً وأكثر من مرّة فربما نجد أذناً صاغية
    في الأعادة إفادة
    في هذه الأيام هُنّا على أنفسنا فتكالب علينا جميع المجرمين وشذاذ الأفاق وصائدو الثروات
    اشتم المجرمون روائح الغاز من بحرنا ورائحة النفط من شمالنا والشمال الشرقي فصرنا حقل رمي لجميع اسلحتهم القذرة وليس ذلك علينا بجديد ..

    تابعو معي ما يلي فربما استقينا أجوبة من التاريخ و...((الجغرافيا)):
    سأعيد ما نشرته سابقاً عن الشام والجغرافية الظالمة في 20 يونيو، 2014 وهي ثلاثة أقسام
    تحدثنا كثيراً عن التاريخ بوجهيه المشرق والأسود وسأنقل لكم شيئاً عن الجغرافيا

    ************** الشام ولعنة الجغرافيا (القسم الأول)*************
    ((أستغرب عندما يكتب البعض ويتحدث أن الأسلام لم يقدم شيئاً للأنسانية وإنه كان
    مجرد ناقل للحضارات التي قبلة.. ويتغنى بالتقدم الغربي ...! وأعلم إن من يقول ذلك لم يقرأ التاريخ ولم يعرف شيئاً عن الجغرافيا ..
    لا أريد أن أتحدث عما قدمته الحضارة الأسلامية فالمراجع كثيرة وما قدم كان كثيراً جداً ..ومن يقول لي لماذا الغرب متقدم وغني ونحن متأخرين فقراء... أرجع وأقول أدرس التاريخ والجغرافيا وأعلم إن التقدم الغربي منذ الثورة الصناعية الى الآن هي مدة قصيرة من حيث الزمن فأرجع الى التاريخ وقارن .
    وما تعرضت له الحضارة الأسلامية من تكالب الشرق والغرب (التتار والمغول من جهة والصليبيين من جهة أُخرى ) ...
    والتمزق بين عربي وأعجمي وظهور الشعوبية والخوارج والتشيع والتعصب ومن يغذيه والحروب وغير ذلك سأتحدث عنة لاحقاً .
    ولقد سيق العلماء والفقهاء وأرباب الحرف والأعمال والصناع والبنائين وكل صاحب فكر أو عمل الى خارج البلاد مرتين . ...!!!

    مرة مع تيمورلنك ومرة أُخرى مع السلطان سليم حيث أُستغلو لبناء سمرقند واسطنبول فأية خسارة بعد تهجير العقول والحرفيين وذلك بعد تخريب البلدان والحرق والدمار..فهل حدث ذلك مع الأمم الأُخرى..
    وقد يسأل أحدكم التاريخ فهمناه .. وما علاقة الجغرافيا ...؟ سأقول لكم فأسمعوا :

    *********************الجغرافيا الظالمة **************
    لعنة بلاد الشام وحظها الأسود هي الجغرافيا الظالمة التي مزقتها الى جبال ووديان وبلدات صغيرة لم تمكنها أبداً من تشكيل دولة موحدة كبيرة بينما كانت الجغرافيا أكثر من كريمة مع ثلاث أقاليم محيطة بها هي (الأناضول ومصر وفارس ) فكانت نقطة الصراع بينهم وكان من يدفع ثمن تمزقه الجغرافي والثقافي وعجزه عن تشكيل دولة كبيرة موحدة هو الشام .
    المرّة الوحيدة التي أستطاعت الشام أن تثأر لعجزها الجغرافي وتمزقها الثقافي كانت في الفترة الأموية حين شكلت تلك الأمبراطورية الرائعة التي أمتد نفوذها من الهند وحتى جنوب فرنسا .
    وسرعان ما عوقبت الشام عليها عقوبة مروعة حين أسقطت الدولة الأموية وأنتُقم منها ثم من الشام .
    حين همشت الشام تهميشاً مروعاً لعدة قرون حتى عاد بها نور الدين محمود زنكي الى النور ومن بعدة صلاح الدين الأيوبي...
    ثم عادت الى التبعية المروعة لواحد من الأقليمين الكبيرين مصر والأناضول
    ولنعد الى التاريخ الأناضول سيطرت على الشام في العهد الحثي فكان لا بد من اصطدامها بمصر ومتابع التاريخ يعرف التفاصيل ولكن الروائي والشاعر فقط يستطيع تخيل الخراب والحرائق والقتل والسبي والنهب الذي حاق بضحايا الجغرافيا الممزقة .

    ومضى الحثيون وجاء المقدونيون ثم اللاتين ثم الروم البيزنطيون روما الشرقية فحكمت المنطقة كلها وحكمت مصر وشمالي أفريقيا وكان الصراع هذه المرة مع فارس وكان الضحايا هذه المرة كما في كل الحروب الأقليمية هم الشاميوّن القتل والغصب والحريق والنهب والسبي .
    وجاءت المسيحية وهي دين غريب عن الأديان السابقة كلها فلم تكن ديناً متعبداً للملك والسلطان الأرضي بل كانت ديناً شعبياً سئم القياصرة والحكام مطلقي الصلاحية ...ديناً يقول (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله. ومن صفعك على خدك الأيمن أدر له الأيسر ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ....)
    وضاقت روما بهذا الدين المفتت لوحدة الدولة ، فحاربته ولكن الناس المهزومين الضائعين العاجزين أمام الجبروت اللاتيني المرعب وجدوا خلاصهم في هذه العلاقة مع السماء فأمعنوا في تّدينهم في الدين الجديد ولكن بيزنطة كانت أذكى من الأستسلام فتبنت الدين الجديد ولكن الشام الممزقة جغرافياً وثقافياً وهي التي أطلقت هذا الدين الضمير لا دين المؤسسات سرعان ما أطلقت عدداً من الفرق والمذاهب المسيحية
    (( النسطورية ، الأريوسية ،الأبيونية ، المرقيونية ، وأهمها اليعقوبية التي ستسيطر على الشام ومصر تحت أسم الدينين الوطنيين السريانية والقبطية))

    وقامت روما بإعادة تشكيل مؤسسة الدين اليصبح ديناً دولياً فعقدت مجمع نيقيا لتوحيد الرأي حول المختلف عليه في الدين ولكن الشاميين رفضوا التخلي عن رؤياهم للدين الذي نشأ في أحضانهم والأنضواء تحت وحدة الدين ـ الدولة وقامت الثورات والصراعات فعقدت روما الشرقية مجمعاً ثانياً هو مجمع خلقيدونيا ..
    وبعده أنقسمت المسيحية الى مرحلتين :
    ـ الخلقدونية التي دان بها الأناضوليون وأوربا المسيحية وبعض الشام ... وبعض شمالي أفريقيا ......

    ـ والمسيحية اللالخلقدونية والتي دان بها كثير من الشاميين تحت مسميات مذهبية مختلفة .
    وفارس التي دان أكثر مسيحييها بالنسطورية ،وبدأت الثورات وأخمادها والحروب الفارسية مع بيزنطة وما جر هذا كله على الشام من قتل وحرق ونهب وغصب الى آخر ما يمكن أن تجره الحروب الطاحنة على الحياديين والمواطنين الأبرياء.

    ووكانت الشام قد أحتقنت بالقبائل العربية (المتّشومة ) والتي تحضرت، أو مازالت على بداوتها ، وكانت الشام قد حاولت إقامة دولة شامية في تدمر بعد ثرائها المهول من تجارتها عبر الشرق والغرب ، ولكنها أخفقت تحت ضربات روما المدمّرة وكانت قد حاولت قبل تدمر مع مع الأنباط في مدائن صالح والبتراء وبصرى بعد ثرائها من تجارتها عبر الشرق والغرب ،ولكنها أخفقت تحت ضربات روما أيضاً .
    ونتسائل أين أختفى الأنباط والتدمريون بعد سقوط دولتهم .؟ هل تسرب بعضهم الى الحجاز الى مكة .؟ ونسّابوا العرب يقولون عن قريش إنهم العرب المستعربة وكانوا يطلقون على من كان خارج الجزيرة العربية من العرب بالنبط .
    ونتسائل : كيف أستطاع قصي بن كلاب أحد أجداد الرسول (ص) أن يؤلف قلوب البداة الغزاة ليسمحوا بمرور القوافل من اليمن والحبشة وفارس والشام والروم عبر أراضيهم لو لم يكن لديه سابق خبرة بهذا النوع من الإيلاف ـ الأتفاقية التي أخضع بها قبائل العرب العاصية للتنظيم الجديد ، هذا التنظيم الذي سيحدثنا عنه القرآن الكريم بقوله:
    لإيلاف قريش ،إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف،
    صدق الله العظيم.
    وسنكمل القسم الثاني قريباً إن شاء الله


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي















المواضيع المتشابهه

  1. حكواتي نزيه شيخ السروجية
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-12-2020, 08:17 PM
  2. الهاموند ولعنة الهنود الحمر...بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-29-2012, 07:58 AM
  3. الدراما السورية ولعنة النمطية
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-06-2012, 12:55 PM
  4. تطور علم الجغرافيا وتداعياته التربوية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-13-2011, 04:32 PM
  5. العالم الإسلامي: التاريخ في الجغرافيا
    بواسطة ذيبان في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-11-2006, 04:45 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •