آلة تعمل على إفراز الذبذبات الكهربائية تحفز على إنتاج اللعاب
المصدر فداء حلاوة -بلدنا
25 / 08 / 2007
كشف العلماء مؤخراً عن آلة كهربائية حديثة تعمل على تحفيز اللعاب في الفم مصمَّمة خصيصاً للمرضى الذين يعانون من جفاف الفم المزمن.وتعمل هذه الآلة التي يتمُّ تثبيتها في الفم على البطارية، ويتم التحكم فيها عن طريق جهاز تحكم باليد.وتبعث هذه الآلة ذبذبات كهربائية غير حادة لا يشعر بها المريض تحفز الأعصاب التي تتحكم بإطلاق اللعاب.ويعتبر جفاف الفم ونقص اللعاب من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على شخص واحد بين كل عشرة أشخاص.





وتحدث هذه المشكلة عندما لا تعمل الغدد التي تفرز اللعاب في الفم بشكل مناسب، وهناك عدة أسباب لكسل هذه الغدد.

وقال الأطباء إن هناك أكثر من 400 نوع من الأدوية يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تعمل بها الغدد وتجعلها تفرز اللعاب بكميات قليلة جداً.

ويمكن لبعض الأدوية أن تغيّر من بنية الغدد مما يجعلها لا تعمل بالشكل المناسب.

كما تؤثر طريقة المعالجة الكيميائية لأمراض السرطان على اللعاب وتجعله أكثر كثافة، بالإضافة إلى أن الجروح في الرأس أو الرقبة يمكن أن تؤذي الأعصاب التي تنشط الغدد المسؤولة عن إفراز اللعاب.

وبيَّنت الإحصاءات أنه يوجد في بريطانيا حوالي العشرة ملايين شخص مصاب بحالة جفاف الفم المزمن وذلك بحسب المجلة البريطانية العلمية المتخصّصة بأمراض الأعصاب.

وقال الأطباء إن أعراض جفاف الفم تتضمَّن حالات أوجاع الحلق ورائحة النفس الكريهة بالإضافة إلى شعور بالحرقة في الفم وتبدل في حاسة التذوُّق.

ويؤثر نقص اللعاب بشكل كبير على الصحة الهضمية وصحة الأسنان بشكل كبير، فالمستويات القليلة جداً من اللعاب تعني أن الأشخاص أصحاب الفم الجاف تعوزهم الأنزيمات التي تساعد على تفتيت وهضم الطعام.

ويتضمَّن اللعاب عدداً من المركبات التي تقاوم البكتيريا التي تتسبَّب في نزيف اللثة وأمراض أخرى باللثة وتسوس الأسنان بالإضافة إلى تكاثر البلاك على الأسنان وهو نوع من البكتيريا يتغذى على السكريات الموجودة في الطعام الذي يتناوله الشخص.

وتقوم هذه البكتيريا بعد أن تكون قد تغذت على بقايا الطعام، بإنتاج حمض يهاجم الأسنان مما يؤدي إلى تسوُّسها كما يؤدي أيضاً إلى أمراض في اللثة.

وتنتج الغدد المسؤولة عن إفراز اللعاب لدى الشخص البالغ حوالي ثلاث بانتات من اللعاب باليوم أي حوالي ألف ملعقة طعام.

ولكن تبدأ هذه الكمية بالانخفاض كلما تقدم الشخص بالسن وتتضاعف المشكلة إذا كان يخضع للعلاج بالأدوية؛ كتلك المضادة للهيستامين والأدوية التي تعالج ضغط الدم المرتفع بالإضافة إلى الأدوية التي توصف لاسترخاء الأعصاب؛ حيث تتسبب هذه الأدوية في جفاف الفم.

كما يمكن أن يكون جفاف الفم هو أحد العوارض الخفية لعدد من الحالات الصحية الخطيرة كمرض السكري والزهايمر والجلطة القلبية بالإضافة إلى الاكتئاب.

وقال العلماء إن هناك العديد من المنتجات في السوق مصمَّمة لتزود الفم بالرطوبة والتي تكون عادة على شكل "جيل" أو بخاخ يرطب الفم، إلا أن هذا الابتكار الجديد هو الأول من نوعه الذي يعيد إنتاج اللعاب بشكل طبيعي من خلال طريقة التحفيز الكهربائية.

وأوضح العلماء أن الأعصاب التي يتمُّ تحفيزها تثير الغدد المسؤولة عن إفراز اللعاب مما يجعلها تفرز المزيد من اللعاب الطبيعي كما أنها تنبه أيضاً مركز التحكم المخصَّص باللعاب في الدماغ.

وطريقة وضع الجهاز سهلة، ويقوم طبيب الأسنان بدراسة شكل أسنان المريض حيث يتم تركيب الجهاز على الأسنان ويتم إزالتها في حال لم يكن يستخدمها.

ويتمُّ تغيير الجهاز مرة كل سنة وهو المدى العمري المتوقع للبطارية التي يعمل بها.

وينصح العلماء أنه على المرضى أن يستخدموا هذا الجهاز لمدة عشر دقائق كلما شعروا بعوارض جفاف الفم.

ويتأقلم المريض مع طريقة استخدام الجهاز وطول فترة استخدامه التي تختلف من شخص لآخر وفقاً لاحتياجاته التي يمكن أن تكون أحياناً دقيقة واحدة فقط.

وقال العلماء إن بعض المرضى قد يكتفون باستخدام الجهاز لمدة دقيقة واحدة ثلاث أو أربع مرات في اليوم الواحد، فيما قد يحتاج آخرون إلى استخدامه لمدة خمس دقائق.

وبيَّنت التجارب أن استخدام هذا الجهاز الكهربائي زاد من نسبة إفراز اللعاب وأراح المرضى بشكل كبير.

وقال البروفسور ساليويل الذي ساهم في ابتكار هذا الجهاز "إذا ما قورن هذا الجهاز بالأساليب الموجودة حالياً لعلاج جفاف الفم فإنها تقدم علاجاً دائماً وليس مؤقتاً بالإضافة إلى أنه لا يسبّب أية عوارض جانبية".

من جهته قال الدكتور جون واتكنز عضو جمعية صحة الأسنان في بريطانيا "إن هذا الابتكار مفيد للغاية لكن يجب إجراء المزيد من الدراسات وتحليل النتائج كي يتمَّ توزيع الجهاز على نطاق واسع بشكل آمن".

وأضاف "إن مشكلة جفاف الفم تؤثر بشكل سلبي على حياة الكثير من الناس ونحن نرحِّب بأي علاج تثبت فعاليته في هذا المجال، نحن حتى الآن قادرون فقط على تقديم بدائل للعاب والتي تكون نتائجها غير مرضية".